لو سمحتم انهبوا بنظام

03:33 2022/12/17

كان لا بد لنا من تنظيم الفساد لكونه أصبح حاله ملزمه في حياة الشعب اليمني.
بعد ثورة 48 عندما دخل القبائل لنهب صنعاء، مجموعة وصلت منطقة حدة، وبالتحديد وصلوا منزل المرحوم محمد الحلبي (العزي الحلبي) وبدؤوا بنهب المنزل بطريقه جنونية وعبثية، والوالد الحلبي لم يزعجه النهب بقدر انزعاجه من طريقة النهب، وصار يصرخ بأعلى صوته انهبوا بنظام حيث كانوا يلفون القطائف والمفارش المعمول يدويا بطريقة مقززة ويرمونها من الطيقان (النوافذ) وكان يقوم بلف القطائف بطريقة منظمة ويحملها القبيلي ، ويطلب منه النزول من الدرج وهو لا يزال يصرخ انهبوا بنظام.
 
يبدو أننا بعد هذا النهب العشوائي لمدخرات الدولة، وجب علينا إصدار قوانين ترتب وتنظم أعمال النهب والسرقة بصوره واضحة ودقيقة وتكون هناك خطه خمسية للنهب الممنهج، تقدم كل سنة عبر  وزارتي التخطيط والمالية.
 
ويكون هناك عقاب للجهات التي لم تنفذ النهب بحسب خطة كل جهة. من كل هذا لزم على الدولة أن تبتعث طلابا للدراسات العليا، وتنشئ جامعات متخصصة في اليمن لتقديم هذا الابتكار العلمي المميز: يحصل الطالب على رسالة الدكتوراه في فنون نهب المال العام خلال سنتين فقط. والدكتوراه في نهب المال الخاص والأكثر خصوصية كأموال الأرحام، والأقارب، مع دورات تدريبية لكافة موظفي الدولة، ومنح وسام الدولة مع مرتبة الفساد للمتفوقين في القطاعين. وينشأ جهاز بديل للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة يسمى ( الجهاز المركزي للمعاتبة والتخبيص)، دوره يعاتب من لم يسرقوا بنظام ومن لم يخبصوا بتنمية الوطن.
 
وبدلا من اللجنة العليا لمكافحة الفساد، تنشأ ( اللجنة العليا لمكافأة الفساد)، على أن تشدد العقوبات لكل الذين يسرقون بطريقه عشوائية وقد تصل العقوبة للإعدام لكل موظف أثبتت التقارير نزاهته المفرطة، تقديم أعلى وسام للدولة من جهازي المعاتبة ومكافأة الفساد لحكومة الدكتور معين باعتبارها أفضل حكومة نهبت البلاد بامتياز.