هل نحن شعب يحكم نفسه أو شعب يبحث عن من يحكمه.

01:52 2022/12/19

عام 2011 دخلت ساحة التغيير وبدأت أسمع الهتافات والخطب المتشنجة وتحولت إلى ساحة لتسابق بين خطب الإصلاح ومنظري اليسار ليمنح هؤلاء كائن دخيل حرية التحرك وتحت غطاء يستظل تحته وهو ما يعرف اليوم ب الحوثية أدركت حينها أن القادم لن يأتي بالدولة المدنية التى انشدها وأنما كهنوت ديني بشع وكنت حينها أرشح الإصلاح أو ما يطلق عليهم بالإخوان باعتبارهم الكهنوت القادم.

ولم أكن أتخيل أن يأتي ما هو أبشع منهم وهو الحوثي تلك الجماعة التي اعتادت أن تعيش بالظل مستفيدة من حجم الغباء الذي يتمتع به منظرو اليسار والإخوان معا داخل ساحة التغيير وإن كان روادها كما يدعون بأنهم يناضلون من أجل تحقيق الدولة المدنية إلا أنهم كانوا يناضلون لإعادة الشعب لزمن العبودية.

لم تنتج ساحة التغيير نخبه وطنية ولا رجال دولة وأنما شلة من الانتهازيين الفاشلين وهم من نراهم اليوم في السلطة وتتجسد تلك السلطة بشخصية هزيلة بحجم معين والحوثيين وهم أبرز ما أنتجته ساحة كان أهم ثمارها انهيار الدولة وفقدت السلطة موقعها ونزعت هيبتها وهي سلطة بلا سيادة ولا بعد وطني يوحدهم فجلهم من المتسكعين على أبواب طهران والرياض لأنهم يعلمون أن الشعب الذي يعيشون معه ميتا ومصابا بالعماء شعب يطبل للصوص ويمجدهم وإن كان يلعنهم بصمت ويسخر منهم.

لم تحفظ الدولة ولم تقم المدنية فجل ما انبثق من كارثة 11فبراير أننا نعيش ما قبل الدولة وما قبل الحداثة أننا نعيش في زمن كان يوصف بزمان الفوضى زمن الإنسان الهمجي فالهمجية وحدها من يسود يمن ما بعد الربيع العربي يمن تحولا فيه الحوثي إلى صنم يعبد وتحولت به الشرعية إلى اسم بلا سلطة ليتنازع اليمن الباحثين عن اقتناص الأوراق المتساقطة ليلعب عليها الإيراني مع الجوار.

الرهان. على من يبحث عن موقع لا يرتقي إلى مستوى الدمية بيد طفل يجد العبث بها ويستخدمها بشكل سي لا يمكن أن يكون حاملا وطنيا ولا ثائرا ضد الظلم وإنما أجير مهان وتولينه السلطة لن يجعل من اليمن إلا بلد بلا سلطة وبلا سيادة ومن يتخيل أن جماعة مثل الحوثي يأتي بدولة أو حكومة يقودها رجل بحجم معين فهو غبي فالدولة لا يقوم بها غير من يؤمن بوطنه ويرى نفسه شريكا لا أجيرا يعمل موظف بمكتب سفير دولة صديقة او شقيقة؟