المرأة والسلام ...............؟

08:41 2023/01/21

إذا كان الصراع سمة الحياة، فالسلام هو الذي يعطينا الحياة. إذن ما هو السلام؟
 
وهل هو مطلب واقعي يمكن تحقيقه؟ أم أنه مجرد حلم غير واقعي؟ 
 
لطالما اختلفت الآراء والتوجهات في تعريف هذا المفهوم. وهو كأي مفهوم آخر يحتاج منا لتعريف كي نحوله لمبدأ أو قاعدة حياتية يعمل على صياغة سلوكياتنا وفق مفهومنا للسلام، وبالتالي نشيعه في الاسرة وبين أفراد المجتمع. ففي اللغة: السلام من السلم وهو يعني الامان والعافية والتحية والتسليم.
 
أما من وجهة نظرة سياسية وعسكرية فالسلام في أبسط معانيه يعني عدم الحرب.
 
وحاليا لم يعد موضوع السلام هو فقط عدم الحرب، بل أصبح للسلام أبعاد عديدة ترتبط بها قضايا كثيرة: العدل، احترام حقوق الإنسان، الأمن ، الحفاظ على البيئة وعدم العنف والاستقرار والتسامح والتعاون وتقبل الآخر والديمقراطية، وحرية التعبير والمشاركة السياسية وعدم التمييز... كلها تدخل ضمن مفهوم السلام المختلفة والتي لم تعد تقتصر على المدلول السياسي فقط.
 
والسلام لا يتحقق فقط في منع استخذام القوة في العلاقات الدولية، وإنما في الإيمان بالحقوق الإساسية للإنسان وتحقيق العدالة وبالاعتراف بكرامة الفرد والحقوق المتساوية والعادلة بين الرجال والنساء والتسامح وحسن الجوار. السلام هو أساس احترام الحياة، فالسلام هو سلوك واندماج حقيقي للكائن الإنساني في مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والتضامن بين البشر.
 
إن ثقافة السلم هي منظومة من القيم والمبادئ والمفاهيم والتوجهات والمواقف والسلوكيات التي تؤسس للسلم بمعناه الأشمل والأمثل، وتشكل معا مضمونه وتعمل على استثماره بما يساعد على حمايته وإنمائه واستمرار السلام والديمقراطية (الشورى) والتنمية.
 
وبهذه المعاني نستنتج أن عملية نشر ثقافة السلام تتطلب أكبر من مجرد حملات دعائية وشعارات رنانة وندوات ثقافية وعلمية، بل تتطلب جهدا من نوع فريد يبدأ من مرحلة الصفر اي التربية منذ الصغر. ومن هنا تأتي أهمية دور المراة كمسؤولة مباشرة فيها. ولها الدور الأساسي في عملية نشر ثقافة السلام في المجتمع وعلى كافة مستوياته الخاصة والعامة.
 
وهذا أمر يتطلب شرطا حتميا يتمركز في عملية قبول إعطاء المرأة لعب دور الشريك الأساسي في هذه العملية. ولا بد أن يعطى لها دور الشراكة في عملية البناء في مجتمعاتنا العربية.
 
أما بالنسبة للمرأة اليمنية لها دور فاعل في هذا المجال على مستوى الأسرة والمدرسة والمسجد وفي المجتمع ككل، فقد جبلت المرأة على هذا الدور التربوي والتوجيهي والإرشادي للنشء منذ قديم الأزل.
 
على كل هي رسالة موجهة لمشاركة الجميع في بناء مجتمع جديد يستثمر طاقات رجاله ونسائه وجميع أفراده على حد سواء.