Image

"طلبات امرأة" في مناطق المليشيات تنذر بثورة

تحدث العديد من الصحفيين القاطنين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة ايرانيا، عن الحالة المعيشية التي وصلت إليها الأسر في صنعاء وغيرها من المناطق، في ظل استمرار نهب ومصادرة الرواتب والأعمال.
 
يتحدث أحد الزملاء في صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه خوفا من بطش المليشيات، بأنه يظل يوميا في رحلة تمتزج بالمرارة والصعوبات ويخالطها الأسى والنضال مع شحنة من الطاقة الجسدية الكافية، تبدأ من الصباح الباكر وتنتهي في المساء، يسعى فيها جاهدا لكسب قوت يومه واطفاله، دون فائدة.
ويواصل الصحفي، الذي يعد من النخبة: "بالكاد أحصل على رزق لإطعام أولادي نهارا، فيما استمر بالبحث حتى آخر الليل كي أوفر طعامهم ليلا، وأحصل على القليل من احتياجات ىسرتي". 
 
يتحدث أيضا عن مطالب زوجته أثناء عودته مساء، فيما يتعلق بالمنزل وبها شخصيا وبأولاده، فيتحسر لعدم قدرته على توفير جزء بسيط من مطالبها، في ظل الوضع المعيشي الخانق الذي وصلت إليه مناطق الحوثيين.
 
ويضيف ضاحكا: "مشي حالك يا مواطن، أنت في اليمن".
 
في مناطق الحوثي، عمال يجلسون في الأرصفة منذ الصباح الباكر وبأيديهم معاولهم وعدتهم، منهم البناء والسباك والكهربائي، ينتظرون العمل، وآخرون يجلسون امام محلات التجار عسى أحد منهم يريد أن ينقل بضاعته من الشاحنة إلى المحل ويريد عمالا ليفرغوا ما في الشاحنة من مواد غذائية للمحل.
 
يقول الصحفي إن أحدهم حدثه قائلا أنه "كان قبل ثمانية أعوام يزورنا مرتب نهاية كل شهر ليسد احتياجاتنا المعيشية، واليوم نكد ونسعى وراء لقمة العيش طوال النهار حتى المساء لتوفير الفتات".
 
وينقل عن دكتور أكاديمي في جامعة صنعاء قوله: "كنت أملك سيارة كبيرة اضطررت لبيعها وشراء سيارة صغيرة أجرة لأعمل بها لتوفير لقمة العيش لأولادي"، وأن هناك أكاديميا آخر عزف عن التدريس في الجامعة وذهب ليعمل في مصنع بلك ليعيل أفراد أسرته.
 
حال سكان العاصمة صنعاء وغيرها من مناطق الحوثيين، بات "تحت الصفر"، يعانون من قلة الرزق وغلاء المعيشة وأسعار المواد الغذائية المتصاعدة، وإذا قدر أحدهم على توفير المأكل لأولاده أتى إليه اعلان العاقل بقدوم الغاز، وإذا استطاع توفير الغاز، زف له خبر أن ماء البيت خلص، وإذا لم يستطع شراء وايت ماء ذهب للسبيل ليأخذ احتياجه من الماء.
 
وتستمر حياتهم في ظل المعاناة، مع مطالب صاحب البيت برفع الإيجار، شاكيا من ارتفاع الأسعار والوضع المعيشي الخانق. هذا الحال يسري على جميع سكان صنعاء ومحيطها، لكن حسب الصحفي تظل "مطالب المرأة من زوجها" هي الأصعب والتي تفجر في نفسه ثورة قد تأتي على الجميع ولن يطول كتمانها.