Image

«أسود صقلية»... دراما الفقر والثراء

عن دار «العربي» بالقاهرة صدرت رواية «أسود صقلية» للكاتبة ستيفانيا أوشي، بترجمة المصرية ليلى البدري، وهي تدور حول قصة عائلة من صقلية نتتبع سيرة أجيالها على مدى أكثر من قرن من الزمان، تماماً كما في الملاحم الأسطورية الشهيرة. والعائلة هي «آل فلوريو» التي مرت بأطوار الشهرة والغنى والقوة وعلاقات الحب والخيانة والأسرار والانتقام.

من القرن التاسع عشر إلى ثلاثينات القرن الماضي كان أفراد «فلوريو» ملوك صقلية من الناحية التجارية، حيث بدأوا بصفتهم بائعي توابل فقراء، ثم انتقلوا سريعاً إلى صيد سمك التونة وتجارة الكبريت وسَبك المعادن وغيرها من الصناعات المكتشَفة، والتي جعلت منهم أُسود الإقليم الإيطالي الشهير.

تأخذنا الكاتبة في رحلة عبر تاريخ العائلة الشخصي، بداية من «باولو» وابنه «فينسيرنزيو» مؤسس إمبراطورية فلوريو، حتى حفيده الذي بدّد ثروة العائلة على الحفلات الصاخبة بين رجال العائلة العنيدين المتعجرفين الذين يجدون أنفسهم غالباً مجبَرين على الاختيار بين الطموح والتضحية، ونسائها القويات والحازمات، الأمهات الحنونات منهن، والعاشقات المغريات والزوجات المجروحات اللاتي يبحثن جاهدات عن مكان لهن في العالم.

أما المؤلفة ستيفانيا أوشي فهي كاتبة إيطالية وُلدت عام 1974 في مدينة تراباني. وبعد تخرجها في كلية الحقوق بدأت العمل في مكتب محاماة قبل تغيير عملها إلى التدريس. ومنذ فترة دراستها الجامعية انخرطت في الكتابة حتى نشرت روايتها الأولى «زهرة أسكوتلندا» في عام 2011. بدأ نجاحها بعد نشرها الجزء الأول من هذه الملحمة الروائية «أسود صقلية» في عام 2019، التي دخلت قوائم الأكثر مبيعاً، ولم يقتصر النجاح في إيطاليا، بل وصل إلى أمريكا وألمانيا وفرنسا وهولندا وإسبانيا عبر الترجمة، كما فازت النسخة الإيطالية بالجائزة الوطنية «يوليه ريجيوم» في فرع الأدب.

من أجواء الرواية نقرأ:

«أمام متجر آل فلوريو توقفت عربة فارهة من فرط ضخامتها سدّت الطريق أمام المارّة داخل (فيا دي ماتيرسي) الذين كانوا يَعبرون بصعوبة بالغة عبر الممر الضيق الذي تركته لهم السيارة. تعبأ الهواء المحيط بالمتجر برائحة العطر الجميل المنبعث من داخل العربة، كان عطراً فريداً مزيجاً من رائحة القش وعبير بعض الزهور الرقيقة الناعمة. داخل المتجر يجلس رجل ينتمي لطبقة الحرفيين حضر خصيصاً لشراء الرصاص الأحمر ويتولى خدمته ميشيل، بينما كان أجنازيو يهتم بزبون آخر.

وبعد لحظات نزلت سيدة أرستقراطية جميلة وجذابة تنتمي لطبقة النبلاء من العربة لتدخل المتجر. كانت ترتدي معطفاً ملوناً مغطى بفراء الثعلب الثمين ليحميها من برد شهر مارس القارس. كشفت بشرتها البيضاء الناعمة عن سنوات عمرها الحقيقية التي تم إخفاؤها بمهارة بواسطة مساحيق التجميل. ابتسم أجنازيو في وجهها واستمر في طحن الشيح والينسون».