Image

في تعز.. رمضان مرحب به من بلاطجة الليل وغلاء الأسعار

رمضان في تعز اختلف بعاداته وتقاليده وبالكيفية التي يستقبل الشهر الكريم كل شيء تغير. فشهر رمضان زائر مرحب فيه بطريقة عصابات الليل وبلطجته.
 
غاب الأمن وغابت معه طقوس الناس وارتفعت الأسعار وتوارى الصائمون بمائدة إفطارهم التي غاب عنها الكثير من المأكولات وبقيت حبة التمر حاضرة. 
 
يقول محمد عبده سعيد من وادي المعسل: كان رمضان يأتي بخيره، يتكافل الناس فيما بينهم ومائدة الإفطار تتنوع فيها المأكولات، إلا أن الحال تغير إلى المحال وأصبحت كثير من الأسر في تعز بالكاد تكتفي تحصل على وجبة إفطار واحدة مع الغلاء في أسعار المواد الغدائية واصبح رمضان بحاجة إلى ميزانية إضافية، وقليل من يستطيع أن يلبي كافة احتياجات رمضان. في السابق كان هناك فطور من التمر والشربة والشفوت ويعقبه بعد صلاة العشاء تقديم وجبة العشاء والحوالي من محلبية وبدنج ورواني وغيرها، الآن يا دوب الواحد يستطيع أن يقدم وجبة الأفطار. 
 
يقول قاسم حسن حوض الأشراف: لم نعد نستعد لاستقبال رمضان. من زمان كان يهل علينا رمضان وقد صرف الراتب والإكرامية اليوم نستقبل رمضان بدون راتب وغاز نحاول ندبر أنفسنا بما نحصل عليه من مساعدات ما باليد حيلة شهر وبيعدي. 
 
يضيف خالد حمود ناجي من حي الأخوة: التكافل موجود في المساجد التي أصبحت تتزاحم على مائدة اإفطار التي تقام قبل الحرب وتفاقم الأزمة، كان الكل يحضر معه ولو شيئا للإفطار.
 
الآن أصبح معظم من يحضرون لا يستطيعون تقديم شيء معهم. والحمد لله هناك فاعلو خير يتكفلون بإفطار الصائم. الغريب في الأمر رغم الأزمة تجد في رمضان ازدحاما على أسواق القات وعشرات الآلاف تدفع لتخزينة ساعات بينما هناك أسر لا يوجد معها قوت يومها. 
 
أم محمود تقول أصبحنا نخشى على أطفالنا من اللعب بعد صلاة العشاء، خاصة نحن سكان مديرية صالة التي تتحول أحياؤها إلى حارات لا يسكنها سوى الأشباح ولا يتوقف الخوف على الأطفال وحسب، بل وعلى الكبار زوجي وأولادي حيث مايزال قناصة الحوثي يتربص بالمارة من تبة السلال وألغام لاتزال موجودة في الحارات التي غطتها الأشجار الكثيفة، بعد العشاء الكل يغلق على نفسه باب داره. 
 
ويشير محمد عبد السلام عامر من سكان المجلية إلى أن تعز مقسمة إلى عدة أقسام من حيث الأمن والركز السكاني، وهذا يوثر على تنقل الناس في رمضان خاصة أوقات الليل. الحياة تجدها طبيعية في شارع جمال و26 سبتمر والضربة والمدينة بينما عصيفرة وشارع للمغتربين الحياة مختلفة من حيت انتشار البلاطجة والمسلحين يشكلون مصدر قلق للسكان في رمضان أو غير رمضان وكثيرا ما يحصل فيها اشتباكات. أما حارة الكمب فتغلق على نفسها من بعد صلاة العشاء، التنقل فيها صعب نتيجة انتشار النقاط والمطالبة بمعرف من عاقل الحارة لكل قادم يكاد يكون الطقس الاجتماعي فيها منعدما في رمضان لانتشار المسلحين وتحويل أركان الحارات إلى مقايل للقات. بينما الجحملية العليا عاد إليها قليل من الحياة والطقوس الرمضانية نفس الصورة تتكرر وإن كان الخراب يدكرهم بالحرب المدمرة التي مزقت النسيج الاجتماعي وأصبح سكانها غرباء عن بعضهم البعض.