Image

"وحدة اليمنيين ورسوخ جذورها"

تحل علينا الذكرى الـ 32 لعيد الوحدة اليمنية المُباركة في ظل متغيرات سياسية كبرى على الصعيدين الوطني والإقليمي،  وتأتي هذه المتغيرات بالتزامن مع إرتفاع أصوات مطالبة العالم بضرورة التسمك بالوحدة اليمنية كقاعدة أساسية غير قابلة للطي أو للنقاش، وهو مطلب مشروع لكافة أطياف المجتمع اليمني

حيث أن الوحدة اليمنية لم تكن غاية فرد أو شخص بعينه، بل كانت إرادة كافة اليمنيين في شمال الوطن وجنوبه والتي تحققت على يد الرئيس الشهيد / علي عبدالله صالح، الذي أولى هذه المساعي إهتمام كبير ونجح في تحقيق طموح وغاية اليمنيين

إن حالة التوافق بين عامة اليمنيين في شمال الوطن وجنوبه وشرقه و غربه التي تتخللها تساؤلات عن المرحلة المقبلة عما بقى من عُمر الوحدة المُباركة ومدى إمكانية صمودها أمام رياح دعوات الإنفصال التي تهدد النسيج اليمني تعد تساؤلات ومخاوف ناتجه عن تقاعس وركاكة موقف قيادة الشرعية التي لم تولى أي إهتمام للوحدة اليمنية ويكاد ينعدم ذكرها من أي خطابات رسمية أو في المناسبات التي تحمل طابع وطني، وكأن الوحدة باتت تشكل خطراً على مصالحهم التي أكتسبوها من دماء وجماجم اليمنيين المطحونيين من هلاك الحرب وهلاك متطلبات الحياة

وبعيداً عن المُبررات التي تطرح، لم نرى احتفالاً وحدياً واحداً منذُ تسليم صالح للسلطة يليق بهذه الذكرى المُباركة التي خلدت تاريخ الجمهورية اليمنية في ربوع المنطقة والعالم، ولم نرى إحتفالاً ذهبياً ولا برونزياً ولا فضياً من بعد صالح، بل كانت إحتفالاتهم كلها تحت شِراع وطن مثقوب مازلنا ننتظر وصوله لبر الأمان

كان صباح الوحدة اليمنية ينتعش فرحاً وطرباً بخطوات صالح التي يملئها الثقة ويحيط بها من كل جانب الكبرياء الوحدوي الذي جسده صالح ومعه حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته وبمشاركة الشرفاء المخلصين لليمن في الاحزاب الاخرى الذين صنعوا التحولات السياسية والإقتصادية والإجتماعية من بعد تحقيق الوحدة حتى تسليمهم للسلطة ، وفي كل إحتفال أكان ذهبياً أو غير ذلك كان صالح هو الجوهرة التي تُزين الوحدة المُباركة وهو الحارس الأمين لها والجبل الذي نستند كلنا عليه

 

وأنا هنا لا أتذكر صالح من أجل خصومة أو لغرضاً ما في نفسي، بل إني أذكر بطلاً حميراً أصيلاً لن يأتي التاريخ بمثله، لأن من يرتبط باليمن دماً وتاريخاً بلا شك ستكون أفعاله كصالح، ومن شابه صالح ما ظلم

وحين نتذكر الوحدة فإننا نتذكر عدن وصنعاء، نتذكر قبيلي همدان، وسنحان، وحاشد، وبكيل، وقبيلي شبوة وأبين والضالع، وحضرموت، ويافع، ولحج والمهرة، وكل مناطق ومديريات اليمن، نتذكر اولاد عمومنا وخوالنا في شمال الوطن وجنوبه، هذه هي الوحدة الراسخة التي جعلتنا نفتخر جميعنا بأننا يمنيين بهوية واحدة ورؤية واضحة لوطن يتسع للجميع

ومن السهل الوقوع في عُقدة الإنكار ومداعبة غرائز الناس بخطاب شعبوي يعيد تكرار نفس أوهام العظمة المفرطة في التعامل مع ملف الأزمة اليمنية وتزييف الحقائق، بتحميل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أقصي من الساحة السياسية مسؤولية عجزهم وتخلفهم التي تعود في أغلبها لعوامل وحسابات داخلية وخارجية، وهذه تعد مشكلة معضلة يواجهها حديثي السياسة بإخفاقاتهم في التعامل مع قضايا الوطن بحكمة وإقتدار

إن الوحدة اليمنية مشروع جامع ومظلة اليمن الكبير الذي يستظل به كافة أبناء الوطن الواحد، وأن المطالبين اليوم بالإنفصال لايمثلون سوى أنفسهم، وهؤلاء لا يمتلكون سردية واضحة لمخاطبة العالم لكي يتعاطف مع مطالبهم التي تتعارض مع مشروع قيام دولة الوحدة ومع مطالب الشعب اليمني الذي إستفتاء على قيام دولة الوحدة في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية وقال كلمته التي يرددها ليومنا هذا في شمال الوطن وجنوبه نعم للوحدة المُباركة التي وجدت لتبقى ، فاليمن كانت ولا زالت بفضل الوحدة اليمنية الدولة الديمقراطية العربية الوحيدة في المنطقة، وستظل كذلك رمزاً للأمتين العربية والإسلامية ونموذجاً يحتذى بها كما أراد لها اليمنيين والقيادة السياسية آنذاك

إن الوحدة اليمنية ستظل عنواناً حقيقياً لفخر اليمنيين بوحدتهم التي تحققت لهم، وإن هذه الذكرى ماهي إلا عطاء وثمرة من ثمار جهود وتظافر كافة أبناء الوطن الواحد التي حملت معها الخير الكثير الذي عم كل محافظات ومناطق ومديريات الجمهورية اليمنية

ونحن نعيش أفراح الوحدة اليمنية في عيدها الثاني بعد الثلاثين نتذكر كيف كانت التهنئات الوحدوية تتهافت على صالح من جميع رؤوساء دول العالم وحكوماتهم وبرلماناتهم والتي كانت تبعث بالفخر والإعتزاز لنا كيمنيين بوحدتنا العظيمة، ومهما كانت المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد مشروع دولة الوحدة ومحاولة تغييب ذكرها ستبوء بالفشل وعداً وعهداً