Image

إب محافظة تتنفس القهر..

بخلاف بقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الانقلاب، تعيش محافظة إب ومواطنيها تحت مقصلة الجلادين، الذين بما يمارسونه بحق المحافظة وأبنائها،  يجترون مآثر التتر والمغول في التعامل مع مواطني المحافظة التي ورغم المظاهر الاقتصادية النشطة، إلا أن المحافظة وأهلها يعيشون في أحلك لحظات التاريخ قتامة، بعد أن أصبحوا مجرد غنائم لأمراء المليشيات، ومنجمًا يدر على هؤلاء الأمراء من الثروات ما كانت عقولهم تعجز حتى في أن تحلم بإمكانية تحقيق بعضًًا منها.

في إب، هناك الكثير من النار تحت قليل من رماد التوريه الذي لم يعد قادرًا على ستر ما يعتمل تحته من سعير يكاد يهد جبال المحافظة، وليس صبر أبنائها. 


جبايات نشطة في ريف وقري المحافظة وفي مدنها، ليس لها نهاية، وليس هناك رادع لمن يقوم بها، بل تمارس بصورة يومية وفي كل يوم لها ما يبررها في قواميس المليشيات و قوانينها.

هنا يتذكرون الشهيد المناضل على عبد المغني و المناضل محمد علي  الربادي، وأحمد قاسم دماج، وزيد مطيع دماج، والقاضي عبد الرحمن الإرياني، والدكتور عبد الكريم الإرياني، والأستاذ مطهر الإرياني، وشيخ الشباب الشيخ عبد العزيز الحبيشي، الذي كان يترجم معاناة المحافظة بلغة( فكاهية) تعطي حافزًا للحاكم بتلبية مطالب أهلها، حتى ما قيل عن (ظلم) الشيخ محمد احمد منصور، ينظر إليه مقارنة بما يجري اليوم بالمحافظة بأنه العدل المطلق..

نعم لا تزل جبال وسهول إب تتميز بخضرتها ، غير أن قلوب أهلها أصبحت أكثر ثقلًا بما تحمله من القهر والعقول لا تزال تبحث عن أسباب ما هو كائن على طريقة اسلافهم القدماء الذين لم يستوعبوا تهدم (السد) إلا بعد عقود. 
في إب.

يكاد يكون التاجر والمزارع وكل صاحب مهنة خدمية مجرد عامل بالسخرة ريعه يذهب بالغالب لجعبة الجابي المتعدد المهام، جابي تمتد مهمته من مكاتب ومؤسسات القطاع الخاص إلى جرب وأحوال المزارعين، الذين يخضعون بدورهم لتقدير (الجابي _المخمل) ،المتخصص بتقدير أغلال المزارعين ، واقتطاع المعلوم من محصولاتهم، أيا كان هذا المحصول، وفق منطق الحق المكتسب من الغنائم، بل خضعت الحيونات هي الاخري لهذا التقاسم، سواء كانت ابقار واغنام  وحمير، أو دجاج وعصافير، أو نحل، ولم يبقَ في إب طائر يطير بجناحيه إلا وخضع لقانون الأمر الواقع ، باستثناء (النامس والحشرات الضارة) الجالبة لكل الأمراض، والتي تُركت تنشط بحرية جنبًا إلى جنب مع أمراء الجبايات، وكل على طريقته ينهش في جسد المحافظة وأبنائها.