Image

الضربات الأمريكية - البريطانية تقصف المقصوف بإشعار مسبق

وصفت مصادر عسكرية غربية، الضربات الجوية التي نفّذتها الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر الجمعة، على مواقع تابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية ذراع إيران في اليمن، بالتحذيرية، وبأنها دفاع عن النفس.

وقال المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي، الجمعة، إن الضربات التي شنها الجيشان الأمريكي والبريطاني ضد الحوثيين في اليمن كانت "دفاعية وتهدف إلى حماية حرية الملاحة في أحد أهم الممرات المائية في العالم".
وأضاف المتحدث: "القوات الحوثية تتلقى دعمًا وإمدادًا وعتادًا من إيران. لذلك على إيران مسؤولية خاصة للسيطرة على وكلائها".
ولم يشارك حلف شمال الأطلسي في الضربات لكن تعتبر الولايات المتحدة وبريطانيا عضوين في الحلف، كما قدم عضوان آخران هما هولندا وكندا، الدعم للضربات.
ولم يصل بيان الحلف إلى درجة القول إن الحلف المؤلف من 31 دولة عضوا يدعم الضربات.

60 هدف في 16 موقعًا
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، إن قواتها، بمساندة أربع طائرات بريطانية، شنّت ضربات ضد 60 هدفًا في 16 موقعًا تابعًا للحوثيين في اليمن.
يأتي ذلك، فيما تحدثت مصادر محلية يمنية، بأن واشنطن ولندن شنّتا أكثر من 73 غارة جوية وبالصواريخ الموجهة ضد مواقع حوثية في محافظات (صنعاء وتعز وصعدة وحجة والحديدة).

إبلاغ الحوثيين بالضربات 
إلى ذلك، نقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن مصادر أمريكية، بأن الجانب الأمريكي أبلغ الحوثيين قبل شن الضربات على مواقعهم في اليمن، ما يشير إلى أن العملية كانت منسقة بين جميع الأطراف بما فيها إيران صاحبة القرار بالنسبة لممارسات الحوثيين الإرهابية.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية: إن "الشرق الأوسط يستعد لضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع للحوثيين".
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن دبلوماسيين غربيين أخبروا المديرين التنفيذيين البحريين أن الأهداف من المرجح أن تشمل مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار والرادارات ومستودعات الأسلحة حول مدينتيّ الحديدة وحجة.
وقال المسؤولون التنفيذيون: إن "البنية التحتية في العاصمة صنعاء مدرجة أيضًا على قائمة الأهداف المحتملة، ما دفع الحوثيون للقيام بعمليات نقل أسلحة وصواريخ من المواقع التي تم استهدافها لاحقًا.

تصعيد من نوع جديد
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: إن "منطقة الشرق الأوسط تستعد لتصعيد جديد في الفترة القادمة، إذ من المنتظر أن يوجّه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات إلى مواقع الحوثيين في اليمن، وذلك بعدما تحدّوا إنذارًا نهائيًا بوقف هجماتهم على السفن التي تعبر البحر الأحمر".
وقالت الصحيفة في تقرير، الخميس: إن "دبلوماسيين غربيين أخبروا مديرين تنفيذيين بشركات النقل البحري أنه من المحتمل أن تستهدف الضربات مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة والرادارات ومستودعات السلاح حول مدينتيّ الحديدة وحجة اليمنيتين، كما أنه من المحتمل استهداف البنية الأساسية للعاصمة اليمنية صنعاء".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية، وعن مصدر آخر قريب من الحوثيين، أنهم قاموا "بنقل بعض الأسلحة والمعدات وتحصينات أخرى تحسبًا لضربة محتملة من الولايات المتحدة وحلفائها".

الأسلحة المستخدمة 
وحول الأسلحة التي استخدمتها واشنطن ولندن في الضربات ضد مواقع الحوثيين، وفقًا لشبكة "سي إن إن " ا لأمريكية كانت كالتالي:

صواريخ "توماهوك"
صواريخ توماهوك الهجومية الأرضية (TLAM) التابعة للبحرية الأمريكية هي صواريخ كروز تحلق على ارتفاع منخفض قادرة على حمل رأس حربي تقليدي يبلغ وزنه 1000 رطل لمئات الأميال على اليابسة. 
يتم إطلاق صواريخ توماهوك من فوق سطح البحر أو من الغواصات، وتُحلّق بسرعات دون سرعة الصوت على طرق "ملتوية" أو غير مستقيمة ويمكنها التغلب على أنظمة الدفاع الجوي، وفقًا لوثيقة مواصفات تابعة للبحرية الأمريكية.
وجاء في الوثيقة، أن صواريخ توماهوك تتميز بالدقة العالية، وبما أنها موجهة بنظام تحديد المواقع (GPS)، فيمكنها تغيير الأهداف أو المسارات بعد الإطلاق حسب الحاجة. 
وأشارت الوثيقة إلى أن "الصاروخ قادر على التجول فوق منطقة الهدف من أجل الاستجابة للأهداف الناشئة أو توفير معلومات عن أضرار المعركة للقادة المقاتلين عبر الكاميرا المثبتة عليه"، كما تقول الوثيقة.  

غواصة ذات صواريخ موجهة

غواصة USS Florida واحدة من أربع غواصات صواريخ موجهة تعمل بالطاقة النووية في أسطول البحرية الأمريكية.
في الأصل، كانت USS Florida غواصة للصواريخ الباليستية من فئة أوهايو – تحمل رؤوسًا حربية نووية، وتم تحويلها إلى جانب شقيقاتها من الغواصات: USS Ohio وUSS Michigan و USS Georgia، إلى غواصات صواريخ موجهة بين عامي 2005 و2007، وفقًا لورقة حقائق تابعة للبحرية.
يسمح الحجم والقوة الكبيرين للغواصة نسبيًا بحمل 154 صاروخ توماهوك، أي أكثر بنسبة 50% من مجموعة مدمرات الصواريخ الموجهة الأمريكية، وما يقرب من أربعة أضعاف عدد ما تحمله الغواصات الهجومية الأحدث للبحرية الأمريكية.
يتم تشغيل فلوريدا بواسطة مفاعل نووي يوفر البخار لاثنين من التوربينات التي تدير مروحة الغواصة. تصف البحرية نطاق عملها تحت سطح البحر بأنه “غير محدود”، حيث أن قدرتها على البقاء تحت الماء مقيدة فقط بالحاجة إلى تجديد الإمدادات الغذائية لطاقمها.

مدمرات ذات صواريخ موجّهة 
قالت البنتاغون، إنه بالإضافة إلى "فلوريدا"، أطلقت السفن الأمريكية فوق سطح البحر أيضًا صواريخ توماهوك ضد الحوثيين.
العمود الفقري لأسطول البحرية الأمريكية هي المدمرات ذات الصواريخ الموجهة من طراز Arleigh Burke، في ظل وجود 70 منها في الخدمة. 
وتقوم المدمرات بحمل صواريخ توماهوك مع نظام إطلاقها الرأسي (VLS)، حيث تحتوي كل مدمرة على 90 إلى 96 خلية VLS، اعتمادًا على متى تم بناؤها.
ولم تذكر البنتاغون أي المدمرات شاركت في الهجمات على اليمن، ولكن العديد من السفن الحربية كانت في البحر الأحمر في الشهرين الماضيين تدافع عن السفن التجارية ضد هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية.

مقاتلات Typhoon البريطانية
الطائرات ذات الطيار الواحد وذات المحرك المزدوج هي الدعامة الأساسية لأسطول الطيران البريطاني.
تطير هذه المقاتلات بسرعات تصل إلى 1.8 ماخ ويصل ارتفاعها إلى 55000 قدم، وفقًا لوثيقة مواصفات لسلاح الجو الملكي.
تم تطويرها من قبل اتحاد من شركات الدفاع لتزويد العديد من دول حلف شمال الأطلسي بمقاتلة متعددة الأدوار، وهي أيضًا منصات أسلحة قوية، قادرة على حمل مجموعة من الصواريخ "الجو-جو" و"الجو-أرض" بالإضافة إلى قنابل موجهة بدقة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن المقاتلات الأربعة التي شاركت في الهجوم على أهداف للحوثيين حملت ذخائر "بيفواي 4" وقنابل برؤوس حربية تزن 500 رطل.
وتحتوي ذخائر Paveway IV على زعانف ذيل تساعد في توجيهها إلى هدفها بناءً على الاتجاهات التي تتلقاها إما من إشارات الليزر أو من خلال إحداثيات GPS التي يتم إرسالها إليه.
وتم دعم طائرات "تايفون" البريطانية بواسطة ناقلة التزود بالوقود الجوي "فوييجر" والتي تسمح للطائرات بالتحليق لمسافات أطول. 
ولم تذكر وزارة الدفاع البريطانية من أين أقلعت الطائرات لكن لقطات الفيديو التي نشرها وزير الدفاع غرانت شابز أظهرت أن المقاتلات أقلعت في الليل من مدرج أرضي على اليابسة.

مواقع استخدمت في العملية
وذكرت مصادر عسكرية متعددة، بأن مقاتلات الولايات المتحدة وبريطانيا التي شاركت في العملية ضد الحوثيين، أقلعت من قاعدة العديد الأمريكية في دولة قطر، وأخرى من قاعدة "إنجرليك" الامريكية في تركيا، فيما اقلعت الطائرات البريطانية من جزيرة قبرص اليونانية.

فصل من المسرحية
إلى ذلك، اعتبرت أوساط يمنية عدة، الضربات الأمريكية – البريطانية، بالفصل الأخير لمسرحية استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشيرين إلى نوع الأهداف التي تم استهدافها في مناطق الحوثيين.
وأوضحت، بأن الاهداف التي شملتها ضربات الجمعة، تمثلت في قاعدة الديلمي الجوية بمحيط مطار صنعاء شمال العاصمة المختطفة صنعاء، وجبل عطان جنوب صنعاء، وهي المواقع التي تم استهدافها بعشرات الغارات من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات على مدى تسع سنوات، والتي بأتت فارغة ومدمرة ولا تشكل أي خطر على الملاحة.
كما أشارت إلى أن الاستهداف طال مواقع حوثية في صعدة ومنها معسكر كهلان المقصوف أصلًا، فضلًا عن موقع في مديرية مجز ، إلى جانب استهداف الدفاع الجوي في الحديدة، وموقع معسكر 22 حرس جمهوري شرق تعز، وكلها مواقع تم قصفها وتدميرها من قبل التحالف العربي ولا تستخدمها مليشيات الحوثي في عملياتها الإرهابية، فضلًا عن موقع في مديرية عبس بمحافظة حجة، وهو الموقع الوحيد الذي كان يُخزن فيه صواريخ إيرانية.

مكاسب حوثية – إيرانية
ووفقًا لمحللين في الشأن اليمني، فإن الغارات الأمريكية – البريطانية على مواقع حوثية، أعطت قيمة إضافية للحوثيين وشكّلت دعمًا آخرًا لهم، حيث أكدت صحة شعار الجماعة التي ترفعه منذ سنوات والمستنسخ من شعار الخمينية في إيران، إلى جانب ان الضربات الأخيرة ستدفع الحوثيين للقيام بعمليات تحشيد لمقاتلين، وفرض إتاوات مالية على اليمنيين في مناطق سيطرتها لمواجهة ما سوف تسميه العدوان الأمريكي – البريطاني.
وإلى جانب ذلك، فإن الضربات التي تم التنسيق حولها مع إيران وإسرائيل، جعلت من الحوثي بطلًا قوميًا ليس يمنيًا بل وعربيًا، أمام الراي العام الذي يجهل حقيقة الجماعة الدموية ذات الطابع الإرهابي.
كما شكّلت مكاسب لإيران التي باتت تتواجد في البحر الأحمر وباب المندب بعدد من القطع العسكرية، إلى جانب التنسيق مع واشنطن فيما يتعلق بمصالحها النووية والهيمنة على المنطقة.

مكاسب أمريكية
ووفقًا للمحليين، فإن الضربات الجوية التي شنتها مقاتلات امريكية وبريطانية على أهداف حوثية بحجة حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، تشكل للجانب الأمريكي أهمية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بدعم الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن الذي سيظهر أمام الراي العام الأمريكي بأنه البطل الذي يحمي مصالح بلاده والعالم والمتمثل بحماية طرق التجارة والطاقة في البحر الأحمر.

كارثة على اليمنيين 
ووفقًا للمحليين، فإن المتضرر الوحيد من تلك الضربات ومن التصعيد في البحر الأحمر، هم اليمنيين الذين سوف يزداد وضعهم المأساوي في المعيشة والاقتصاد، على خلفية رفع التأمين الملاحي على السفن القادمة إلى موانيه، ما سوف ينعكس على ارتفاع أسعار السلع والبضائع، فضلًا عن تعرض المدنيين لآثار الأسلحة المستخدمة في تلك العمليات، وما سوف ينجم عنه من ضحايا في أوساط المدنيين، والتي يتخوف البعض أن تكون بسبب قصف الحوثيين للمواقع المقصوفة من الأمريكين والبريطانيين من اجل تحميلهم أمام الراي العام الدولي، الأمر الذي استخدمته سابقًا مع التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.