سكان اليمن في حسابات وكشوفات الميليشيا

02:44 2024/01/29

شعوب العالم بأكمله أثبتت تضامنها مع الشعب الفلسطيني ..تهتف يوميا بالحرية له وحقه في تحقيق دولة مستقلة كما تطالب بوقف حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة طوال أربعة أشهر على يد الجيش الإسرائيلي المحتل.

في اليمن المساند منذ عقود للقضية الفلسطينية..عندما تسمع الحوثي يصيح بصوت دجاجة  " نصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني"  تدرك حقيقة المثل اليمني القائل " سارق ومبهرر  " أكثر من الشعور بالتضامن المستحق لأرض الأنبياء !.
شعارات وأكاذيب الميليشيا باتت تفوق عدد الشعب اليمني قاطبة. بالمناسبة من يعرف كم يبلغ عدد سكان اليمن الآن ؟ لأن الكذب قد زاد !.
في مناسبات معينة تردد قيادات الجماعة وإعلامها أنه في المناطق التي يسيطرون عليها يوجد 40 مليون .

 ربما يقصد 40 مليون نسمة وارنب. وربما كان هذا الرقم الذي أراد الحوثي بلوغه في سجلات المساعدات الأممية في اثناء تلاعبه بكشوفاتها وجني مئات الملايين شهريا عبر البيع المباشر للمستحقين بالفعل وتوزيع الباقي على الأتباع والموالين له .
لعل أقرب تقدير للعدد هو النصف 20 مليون يمني جلهم يلعن اليوم الذي دخل فيه الحوثي صنعاء وما حولها .

 لو تم تخييرهم لقرروا مغادرة مناطقهم إلى أي مكان آخر بدلا من العيش تحت سلطة وتسلط الميليشيا العنصرية الكهنوتية الارهابية في نظر الشعب واستنادا الى جرائمها المستمرة ومن قبل أي قرار .

جملة وتفصيلا لا يحتمل الحوثي مسألة التفكير أو الاقرار بتحمله المسئولية الكاملة تجاه اليمن واليمنيين،لم يصل حتى بعد تجربة تسع سنوات الى مستوى الإحساس بمعاناة ملايين المحرومين من الغذاء والدواء، لم يتخذ أي موقف بشأنهم ولن يفعل !.

عندما أعلن برنامج الأغذية العالمي في ديسمبر الماضي إيقاف مساعداته في أغلب المناطق المسيطر عليها في الشمال بسبب " نقص في التمويل وعدم التوصل لاتفاق حول تنفيذ برامج تتناسب مع الموارد المتاحة" .. وقتها كانت الميليشيا منشغلة  بكشوفات سكان غزة حيث قامت باختطاف واستهداف السفن التجارية في باب المندب، أعلنت شرطا واحدا مقابل إيقاف أعمالها العدائية يتمثل في إدخال المساعدات إلى القطاع .

ثم توالت الاشتراطات وتتابعت شعارات الميليشيا مابين وعود النصر والفتح والخندق الموعود…الخ.

عودة الى لعبة الأرقام التي يدعي الحوثي التحكم بمصيرها إذ وردت مجددا في تعليق العزي أحد قيادات الجماعة يدعي أنه يعمل نائب وزير " أمور خارجية " في صنعاء حيث وصف ردود الفعل الدولية والتحركات بقيادة أمريكا لتأمين الملاحة في البحر الأحمر بأنها " تستفز 40 مليون يمني ". 

قبل أيام في تظاهرة عصر الجمعة الاعتيادية التي سئمها الجميع وزكموا ومرضوا من تحول شوارع العاصمة إلى حمام مفتوح .. قال أحد أتباع الميليشيا وهو متحمسا مبهررا على كتفه بندقية وفي فمه جرعة بردقان " نحن 40 مليون يمني على استعداد بالتضحية ب٣٠ مليون يمني في الطريق ونصل إلى غزة 10 مليون " !.

يحدث هذا بينما يواصل إعلام الجماعة تصوير زعيمه الذي تعددت أسمائه وصفاته وتصنيفاته وآخرها " الإرهابي " أنه " النبي موسى " وهو يواجه " فرعون " في إشارة إلى قادة الدول الغربية الذين سيغرقون في البحر !.

انتهى زمن المعجزات والدكاتير .. لكن الحوثي على ماهو صاحب عقل وقول فارغ وفعل لا يكترث مطلقا بحياة أناس خلقهم الله ويحكمهم بقوة السلاح والنار.

 يعتقد انه بمجرد مناداتهم في خطاب أو محاضرة " شعبي العزيز " فإنهم أصبحوا من ممتلكاته الشخصية ..بكل بساطة سنضحي ب30 مليون ونبقي على عشرة مليون .. معك صرف ؟!