فيتو أمريكي مقابل خذلان عربي للشعب الفلسطيني

09:00 2024/02/24

الفيتو الأمريكي الأخير في مجلس الأمن على مشروع قرار يدعو إلى وقف الحرب في غزة خيب الآمال وأعطى شرعية لاستمرار المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

هذا الفيتو ليس الأول ولن يكون الأخير، إذا لم يكن هناك فيتو عربي واسلامي تجاه المجازر الصهيونية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وبمساعدة مباشرة من القوى الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية فإن المجازر الإسرائيلية سوف تستمر والشعب الفلسطيني إذا لم يمت قتلاً يمت جوعاً أمام مرأى ومسمع من حكام العرب.

الحرب في غزة لم تعد حربًا بين مقاومة واحتلال بل تحوّلت إلى حرب بين احتلالِ وشعب فلسطيني بأكمله، ولم تعد بين إسرائيل وفلسطين، بل تحوّلت  بين شعب فلسطيني أعزل وقوى غربية، ومن لم يمت قتلاً برصاص جنود الاحتلال  الإسرائيلي وطائراته، مات جوعاً، وكمداً وقهراً.

قد يقول قائل، ماذا باستطاعة الحكام العرب أن يفعلوا؟

يستطيع  الحكام العرب مقابلة الفيتو الأمريكي بفيتو عربي واسلامي، ويتمثل الفيتو العربي والإسلامي في قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وإلغاء معاهدات السلام مع الكيان الصهيوني، وهذا كافٍ في إجبار الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني إلى مراجعة سياستهم فيما يخص القضية الفلسطينية والتي تعتبر القضية المحورية لكل الشعوب العربية، ناهيك عن التهديد بإيقاف صادرات النفط والغاز العربي والإسلامي إلى الدول الداعمة للحرب في غزة.

يملك العرب كل الأوراق الرابحة لإجبار الولايات المتحدة الأمريكية على التخلي عن دعمها للكيان الصهيوني لكنهم لم يجربوا أية وسيلة حتى الآن


فمتى يكون هناك فيتو عربي وإسلامي يعيد للأمة العربية كرامتها وعزتها ويعيد الأمن للشعب الفلسطيني الذي دفع فاتورة كبيرة في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية وقدم في سبيل ذلك الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين طيلة أكثر من نصف قرن ومازال نزيف الدم مستمر؟

فمتى يصحو الحكام العرب من سبات الذل والخنوع ؟