Image

استمرار إطلاق مبادرات فتح الطرق .. الإعلان عن فتح طرق رئيسية في تعز رغم المراوغة والسخرية الحوثية من اليمنيين

تواصِل مليشيات الحوثي الإرهابية الإيرانية، رفضها مرور المسافرين والمركبات المختلفة عبر الطرق التي أعلنت السلطات الحكومية الشرعية فتحها في تعز ومأرب، وتتمسك برؤيتها ومقترحاتها في العبور عبر طرق وعرة تخدم مصالحها العسكرية.
وما بين طريق صنعاء – خوران - صرواح مأرب، والستين والخمسين وصولًا إلى مدينة النور في تعز، تصر مليشيات الحوثي وتتمسك برؤيتها التي اعلنت عنها عقب اتفاق ستوكهولم نهاية 2018، وترفض تقديم أي تنازلات بشأنها، بل وتستخدمها كقضية للمزايدة لتحقيق مصالح ومكاسب اقتصادية وسياسية وعسكرية.

مبادرة جديدة 
إلى ذلك، أعلنت اللجنة الحكومية لفتح طرقات محافظة تعز، الجمعة، جاهزيتها لفتح طريقين رئيسيين ابتداءً من الساعة 10 من صباح السبت.
جاء ذلك في بيان صحفي، صادر عن رئيس اللجنة الحكومية عبدالكريم شيبان والذي جاء  فيه: "إننا في قيادة المحافظة واللجنة الحكومية لفتح الطرق بمحافظة تعز نؤكد للجميع أننا على أتم الاستعداد للبدء الفوري باتخاذ كافة الإجراءات التي تقدم كل التسهيلات لتنقل المواطنين من جميع المحافظات إلى تعز، ومنها إلى غيرها في كافة المحافظات".
وأضاف البيان: "إننا هنا نؤكد هذا القول بكل صدق، ونعلن عن جاهزية فتح الطريقين الرئيسيين التاليين: طريق حوض الأشرف - عقبة منيف - الحوبان - خط صنعاء، وطريق المطار القديم - حذران - البرح - خط الحديدة".
وتابع: "نعلن من جهتنا أن هذين الطريقين الرئيسيين في كامل الجاهزية ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً  يوم السبت الموافق 2/3/2024م".

وزاد:" نأمل من الجهة الانقلابية أن تصدق مع الله و مع الشعب اليمني ولو مرة واحدة، وأن تتجاوب مع مبادرتنا التي تتزامن مع مقدم الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك".
وأكد البيان، أن هذه المبادرة هدفها تحقيق آمال الشعب اليمني عامة، وأبناء محافظة تعز خاصة في إنهاء معاناتهم في التنقلات التي يقف وراءها الانقلابيون الحوثيون جراء الحصار منذ تسع سنوات، وهو الحصار نفسه الذي يقوم به الكيان اللقيط لقطاع غزة.
ودعا شيبان في بيانه، كافة الشعب اليمني لمتابعة من يقف الموقف اليمني الأصيل والوطني الصادق، ومن يقف موقف المزايدة والابتزاز والارتهان للغير في كل مواقفه.

مزايدات وأكاذيب
وكان شيبان، أكد بان ما يجري بشأن مبادرات فتح الطرق عبارة عن مزايدات واكاذيب تروّج لها مليشيات الحوثي التي لم تكترث لمعاناة اليمنيين الانسانية منذ سنوات.
واتهم رئيس اللجنة الرئاسية لفتح الطرقات عبد الكريم شيبان المليشيات الحوثية بالاستعراض والمزايدة الإعلامية بمقترحاتها فتح طريق تخدم أغراضها ونواياها العسكرية الإرهابية. 
واكد شيبان بأن مليشيات الحوثي لا تزال تفكر بطريقة القطران، ومخادعة الناس بإعلانها فتح طريق بعيدة كل البعد عن خدمة المواطنين، وتسهيل تنقلاتهم وبضائعهم، منوهًا الى إن الطرق الرئيسة المؤدية إلى مدينة تعز أو الخارجة منها يعرفها كل مواطن و كل يمني.

تنديد شعبي بالحوثيين
وفي تعز تظاهر الآلاف من ابناء المدينة، الجمعة، للتنديد بجرائم مليشيات الحوثي الإرهابية بحق ابناء تعز، وجرائم اسرائيل في غزة، ورفعوا شعارات تندد وتدين رفض مليشيات الحوثي فتح منفذ الحوبان الذي أعلن عن فتحه من قبل الجانب الحكومي، ومحاولتها اللجوء إلى افتتاح طرق فرعية وعرة بديلة عن الطرق الرئيسية، هروباً من السخط الشعبي تجاه رفضها إنهاء الحصار على تعز.
وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي والإنساني بالقيام بمسؤوليته القانونية والإنسانية، بمحاسبة ومعقابة مليشيات الحوثي على رفضها فك الحصار عن تعز، وطالبوا بتصنيفها منظمة إرهابية على المستوى الدولي، لرفضها فتح الطرق واستمرار حصارها للمدنيين في تعز.

مبادرات لتعرية الحوثيين
وفي هذا الصدد، ترى اوساط يمنية، بأن اعلان مبادرات فتح الطرق من جانب السلطات المحلية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا في تعز ومأرب، كانت عبارة عن مبادرات لتعرية الحوثيين وكشف زيفهم ودحض ادعاءاتهم بأن الجانب الحكومي من يرفض فتح الطرق، وان لديها الاستعداد لفتح جميع الطرق في حال كانت هناك مبادرات حقيقية من الطرف الآخر.
ورغم تقديم المبادرات إلا أن الحقيقة انكشفت بشكلها الفاضح، حيث ترفض الجماعة الارهابية فتح الطرق الرئيسية وتحاول المراوغة والضحك على الشعب اليمني بإعلانها فتح طرق بديلة غير صالحة لعبور جميع أنواع المركبات فيها، بل وتخدم مصالحها العسكرية والقتالية في المناطق التي لم تستطع الدخول اليها على مدى التسع سنوات الماضية، في تعز ومأرب.
وأشارت الأوساط اليمنية، إلى انه و بدلًا من التنطع والمزايدات الرخيصة من قبل الحوثيين، كان أحرى بهم فتح الطرق الرئيسية امام ناقلات المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز ومديرياتها وعزلها وقراها المحاصرة منذ تسعة أعوام، والتي يزيد عدد سكانها عن أربعة ملايين غالبيتهم نساء واطفال، الى جانب فتح طريق صنعاء نهم – مأرب – العبر، وهي الطريق الدولية التي ستخفف من معاناة المسافرين القادمين من المحافظات الشرقية ومنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.

معبر الموت 
ووفقًا لمصادر محلية في تعز، فإن مليشيات الحوثي حوَّلت معبر الحوبان – جولة القصر شرق مدينة تعز، إلى معبر موت نتيجة زرع مئات الألغام المتنوعة الأحجام والأشكال فيه، وفي المناطق المحيطة والمجاورة للطريق.
وأشارت إلى أن المليشيات الحوثية لو كانت صادقة ما ذهبت للإعلان عن فتح طريق بعيدة ووعرة في حيفان جنوب غرب تعز، والتي لا تمثل أي تخفيف للساعات التي يجب ان يسلكها المسافرون من عدن الى تعز، بل وتزيد عليها أوقات إضافية عما هو الوضع حاليًا، مشيرة إلى انه كان الأحرى بها فتح طريق الحوبان – الراهدة – الشريجة لحج، وهي الطريق الدولية التي تمثل أسرع طريق تربط عدن بمحافظة تعز، والتي تتراوح ساعات  السفر عبرها ما بين ثلاث إلى ساعتين ونصف، على عكس الطريق التي اعلنت عنها الجماعة والتي تتراوح قطع المسافة خلالها بـ 7 الى 8 ساعات.

السخرية من اليمنيين
ويرى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن مبادرات الحوثي الأخيرة بشأن فتح طرق تعز، وأخرى باتجاه مأرب، كانت عبارة عن سخرية على اليمنيين، والتي تمارسها الجماعة الإرهابية منذ سنوات.
واوضحوا، بأن الطرق التي اعلنتها خاصة طريق صنعاء – صرواح مأرب، هي طريق وعرة وفيها نقيل لا يسمح فيه بمرور القاطرات ولا باصات النقل الجماعي، فقط تستطيع العبور من خلاله سيارات ذات الدفاع الرباعي، وهو ما يجعلها طريقًا عسكرية بامتياز تخدم مشروعها القتالي باتجاه جبهات غرب مأرب التي تحاول من سنوات تحقيق اختراق من خلالها نحو مدينة مارب مركز المحافظة.
وبشأن طريق حيفان – طور الباحة، في جنوب تعز، تؤكد المعلومات بأن الطرق التي أعلنت عنها المليشيات طريق وعرة وبعيدة، على عكس الطريق التي تمر من خلالها المركبات والمسافرين بما فيها القاطرات وباصات النقل الجماعي، ان الطريق الحالية التي تمر بنفس المنطقة مسافتها قصيرة، على عكس المعلن عنها والتي تعد طريقًا فرعية تم انشاؤها كي يكون طريق بديل في حال تم عمل صيانة للطريق الحالية.

فضح المزايدة على غزة
كما جاءت مبادرات فتح الطرق للتخفيف عن اليمنيين المحاصرين منذ تسع سنوات من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية، فاضحة للجماعة الإيرانية التي تواصل المزايدة منذ اكتوبر 2023 على القضية الفلسطينية ودعم قطاع غزة، فيما هي تُمارس أبشع أنواع التنكيل والجرائم بحق اليمنيين وتفرض حصارًا مميتًا على أكثر من 4 ملايين نسمة في تعز.
وترى أوساط يمنية، بأن تلك المزايدة التي تتغنى بها الجماعة الإيرانية لم تقدم لابناء غزة أي نصرة ولم توقف آلة الحرب الإسرائيلية من حصد ارواح الفلسطينيين، بل زادت من معاناة ابناء اليمن وشعوب عربية مسلمة أخرى، بل زادت الجماعة منذ ذلك التاريخ من جرائم التنكيل بحق اليمنيين الأبرياء بحجة امتناعهم عن دعم غزة، في مزايدة باتت مفضوحة أمام العالم وليس اليمنيين فقط.