
اليمن تحت عباءة إيران .. مغامرات عصابة الحوثي تدفع البلاد نحو الهاوية
حوّلت مغامرات عصابة الحوثي الطائشة اليمن إلى ساحة مفتوحة لصراعات إقليمية تخدم أجندات إيران على حساب مصالح الشعب اليمني وسيادة دولته، في واحدة من أسوأ الكوارث السياسية والإنسانية التي شهدها البلد في تاريخه المعاصر.
فمنذ انقلابها على الدولة في 21 سبتمبر 2014، سارت العصابة وفق تعليمات الحرس الثوري الإيراني، متجاهلة كل ما من شأنه الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره، ومستخدمة أدوات الدولة ومقدراتها لتنفيذ مشروع طائفي عابر للحدود.
أسهمت هذه المغامرات في انهيار شامل للبنية التحتية، حيث تحولت المنشآت المدنية في اليمن بما فيها الموانئ والمطارات إلى مواقع عسكرية ومعسكرات تدريب لعناصرها وتهريب للسلاح وتكنولوجيا صناعة الصواريخ والطائرات المسيّرة ، ما استدعى تدخلات دولية متكررة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وحتى إسرائيل، لضرب تلك المنشآت التي باتت تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وتسبب هذا التحول في تعطيل ميناء الحديدة، وشلّ ميناء رأس عيسى، وتحويل مطار صنعاء الدولي إلى نقطة عبور للمعدات والخبراء الإيرانيين، بدلاً من أن يكون منفذاً إنسانياً لليمنيين المحاصرين بالجوع والمرض.
ورغم شعارات العصابة الرنانة حول العداء لأمريكا وإسرائيل، إلا أن الوقائع كشفت عن تفاهمات غير معلنة بين العصابة وعدد من الدول التي تعاديها في العلن، أبرزها ما جرى مؤخرا مع الولايات المتحدة الأمريكية، حين أُبرمت صفقة سرية بوساطة عمانية أدت إلى وقف العمليات العسكرية مقابل مكاسب سياسية وأمنية للعصابة.
وهو ما اعتبره مراقبون خيانة لدماء اليمنيين والفلسطينيين الذين تستخدمهم العصابة في دعايتها الإعلامية بينما تواصل خدمتها لأجندات معادية.
في المقابل، يزداد الغضب الشعبي داخل مناطق سيطرة العصابة، خصوصاً في صنعاء، حيث يعيش السكان تحت وطأة الجوع والفقر وغياب الرواتب والقمع المستمر. حتى بعض ممن كانوا محسوبين على العصابة أقرّوا بالفشل الكارثي لمشروعها الطائفي، مؤكدين أن اليمنيين لم يجْنوا سوى الجوع والذل والدمار.
وفي ظل هذا الانهيار، تواصل قوى الشرعية وقوى الجمهورية غيابها غير المبرر، مكتفية بالمراقبة والتصريحات، دون استثمار لحظة الانكشاف السياسي والعسكري للعصابة، ما سمح لها بإعادة ترميم صورتها وإعادة إنتاج خطاب النصر الزائف.
إن المشهد اليمني بات مرتهناً لمغامرات عصابة الحوثي وسياسات إيران التخريبية، بينما يتحمل اليمنيون وحدهم كلفة الفوضى والدمار. ولا يمكن استعادة الدولة وإنقاذ ما تبقى من البلاد إلا بتحرك وطني حقيقي وجاد، يُنهي التراخي القاتل، ويبدأ باستعادة زمام المبادرة سياسيًا وميدانيًا لإنهاء المشروع الحوثي الإيراني وإنقاذ اليمن من مستنقع الانهيار الكامل.