من القردعي إلى مفجري جامع الرئاسة.. "الثورة" كلمة حق يراد بها سلطة!

08:53 2020/02/21

لم يكد ينتهي الجدل عن فبراير، حتى تشابك بالجدل عن القردعي، فاليوم يعود الجدل عن حركة 48 بطريقة تفرض على الجميع إيجاد قراءة جديدة ومختلفة عن القراءات السابقة، والكف عن ترديد الأسطوانات المشروخة.
 
رحم الله شاعرنا الكبير، البردوني، كان صوتا عاقلا ومختلفا قدم قراءة نقدية جادة ومسؤولة عن حركة 48 في لحظات ارتفعت الأصوات شططا ومبالغات عن الحركة.
 
نجد أنفسنا اليوم أمام منحنيات تاريخية تشبه الأمس بملامحها العامة باختلاف اللاعبين.
 
أستطيع أن أقول بأن الدستوريين هم ما كان يسمى "اللقاء المشترك"، وبيت الوزير هم بيت الأحمر. وبأن سبتمبر تجاوزتهم تماما وشكل الشباب حدثا ثوريا حقيقيا، لكنهم عادوا وركبوا الموجة مرة أخرى كما كان الأمر في فبراير.
 
مرة أخرى تقول لنا الأحداث التاريخية المفصلية بأن الثورة دائما مهزومة من داخلها ومن أدعيائها ومستغليها، وليس من أعدائها وخصومها، وبأن السلطة لا تخوفها ولا تؤثر بها معارضة سياسية ولا ثورة، بقدر ما تؤثر بها الانقسامات الأسرية والخلافات الشخصية داخل دوائرها الضيقة.
 
مرة أخرى تقول الأحداث التاريخية بأن الثورة شعار كاذب وساذج لكنه فعال وقوي بيد المعارضات السياسية ورجالات السلطة التى بنت نفوذها على التحالفات السلطوية وتناقضاتها.
 
مرة أخرى الثورة كلمة حق يريد بها الطامعون للسلطة الباطل والفجور بالخصومة وبيع الوهم والكذب والمزايدات باسمها.
 
مرة أخرى الثورة يؤمن بها الأبطال، ويرددها الأوغاد. ويسخرونها لنيل أهدافهم وتغطية عوراتهم.
 
القردعي في أحسن أحوله كسياسيين وقيادة اللقاء المشترك الأكثر نزقا وتطرفا بميولاتهم الأيدولوجية وخصوماتهم المتطرفة، وبأحسن أحوله كخلية الإخوان التي فجرت بصالح وأكبر رجالاته بجامع الرئاسة، تصديقا منها بقيادتها بأن مقتل صالح سوف يحل أزمة ومشاكل هذا الشعب.
 
باليمن الثورة عدوة نفسها، والسلطة تأكل بعضها. فمن رفع شعارها ونال من خصومه لهذا السبب سقي من نفس الكأس. والتحالفات السلطوية كانت سياسية أو اجتماعية سرعان ما تتحول إلى النقيض.
 
وبالتالي فالحل هو إما إصلاح الثورة بجرأة كبيرة، أو إصلاح السلطة بطريقة جذرية.
 
أما المزايدات بثورة مريضة أو سلطة مهترئة فالنهايات وخيمة وأليمة.