حكاية صالح مع الإصلاح

06:51 2020/09/01

اكلوه حيا حتى العظم ورموه ميتا وتنكروا لجمائله عليهم..
 
زينوا بصوره المقرات ونسجوا منها قمصانا على صدورهم وظهورهم.. انشدوا فيه اناشيد القداسة.. واصدروا فيه فتاوى الاصطفاء والتنزيه..
 
منحوه الدكتوراه واستمعوا إلى محاضراته.. وخلعوا العمائم البيضاء والسوداء ووضعوها على رأسه مبلولة باجود عطور الطيب وافخر العود وجلسوا عند قدميه بكل خشوع يتباكون حتى تبتلل ذقونهم رهبة امام مواعظه واحاديثه ويتمتمون عند فواصل الحديث بعبارات: جزاك الله خيرا ونفعنا الله بالموعظة من شفاهك..
 
كان بالنسبة لهم قديسا وراهبا ومجدد القرن..
 
اليوم وجدوه جثة هامده لا سلطة ولا جاه ولا خزانة بنكية.. فاصدروا فيه فتاوى فرعون العصر.. وتوعدوا بالتفجير والتفخيخ من سيذكر اسمه في محفل خاص بحزبه المؤتمر.
 
صالح ما بعد فتاوى فرعون هو نفسه صالح في ايام وفاق الإصلاح ولم يتغير فيه شيء سوى ان الإصلاح تمكن من تجاوز صالح ولم يعد بحاجة اليه...
 
إصلاح اليوم يرى في صالح ابن سلول ويرى في هادي سعد بن معاذ وسيغني فيه رباعية الخيام حتى يقضي منه حاجته.. وهكذا ستدور الايام كما دارت الايام..
 
نعم للامن والامان 1999 وفي يومها كان التفخيخ الارهابي يجعل من المقرات شظايا تتناثر في السماء وكانت النقاط العسكرية ما بين ساعة واخرى تتحول إلى كومة من الاشلاء.. وكان الإصلاح مقابل كل ذلك يبتز صالح كحال ابتزازه اليوم لهادي..
 
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك