Image

تصفية حسن زيد.. "صراع الأجنحة الحوثية" يطفو على طاولة حاكم صنعاء الفارسي

لقي القيادي في مليشيا الحوثي التابعة لإيران، المدعو “حسن زيد” مصرعه، اليوم الثلاثاء، عقب تعرضه لإطلاق نار في جسر حدة بالمدينة السكنية وسط العاصمة  صنعاء.
 
وسيطرت حالة من الخوف والرعب أوساط قيادات مليشيا الحوثي الانقلابية عقب مصرع القيادي الحوثي “حسن زيد” في وضح النهار وسط صنعاء الخاضعة لسيطرتها، خشية ملاقاتهم المصير ذاته.
 
حيث كشفت حادثة الاغتيال تلك وجود انقسامات وصراعات داخل كيان المليشيا قد تحصد رؤوس العديد من قياداتها، في حال كانت الحادثة تصفية داخلية، أما إذا كانت عملية اغتيال من طرف خارج المليشيا فإنها تكشف مدى هشاشتها وتفككها من الداخل، أو قد تكون مخترقة من قبل أطراف أخرى محلية أو خارجية.
 
وتظل جميع التوقعات تثير مخاوف لدى العديد من قيادات المليشيا الانقلابية سواء كانت الجهة المنفذة لعملية الاغتيال تلك من داخل المليشيا أو من خارجها، فالجميع ليس في مأمن وليس ببعيد عن تلك اليد التي طالت القيادي حسن زيد الذي يعد من أسرة مقربة من الحوثي وله باع طويل في خدمة المليشيا من وقت مبكر.
 
وتتفق كثير من تعليقات صحافيين وناشطين يمنيين بأن المليشيا الحوثية تعيش صراع أجنحة ومشاريع مختلفة فيها، وأن مقتل القيادي فيها حسن زيد، هو ما طفى إلى السطح مجدداً، بعد تصفيتهم لغيره من قياداتها المهمة بالقتل، أو تنحيتهم عن المشهد، واعتقال بعضهم أو وضعهم تحت المراقبة والإقامة الجبرية.
 
ويربط الناشطون اغتيال زيد، (الذي شغل أمينا عاماً سابقاً) لحزب الحق، اليوم الثلاثاء في أحد شوارع صنعاء، مع تقديم سفير إيران لدى المليشيا حسن أيرلو أوراق اعتماده، ويشيرون بأنه بدأت القبضة الإيرانية تبطش بمن ترى بأنهم قد يشكلون خطراً على مشروعها، وعلى ذراعها المتمثل بمليشيا الحوثي، وجناحها القريب منها.
 
وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبدالسلام محمد، بأن حسن زيد، ينضم إلى قائمة أخرى تمت تصفيتها، ولم تكشف المليشيا الحوثية أية نتائج لتحقيقاتها عن عمليات الاغتيال ومنهم، (أحمد شرف الدين، عبد الكريم جدبان، عبد الكريم الخيواني، المرتضى المحطوري، محمد عبد الملك المتوكل، حي موسى).
 
مؤكداً في منشور له على حسابه في تطبيق الرسائل القصيرة “تويتر” بأن هناك غيرهم الكثير، ممن كانوا قيادات مع الحركة الحوثية، خلال حروبها السابقة، وتمت تصفيتهم في ظروف غامضة، مضيفاً: “كهوف صعدة تبتلع طيرمانات صنعاء وتنظيم الحرس الثوري يصفي تنظيم الهاشمية السياسي”.
 
وهو ما يراه مدير مركز العاصمة الإعلامي، عبدالباسط الشاجع، بأن مقتل السياسي المثير للجدل، والذي عرفت عنه المواقف المتشددة في تأييده لانقلاب المليشيا الحوثية على الدولة، وشنها الحرب على اليمنيين، يأتي في إطار التصفيات التي تعيشها الجماعة.
 
متسائلاً، في منشور له على “تويتر”، هل بدأت دواوين ضحيان في اغتيال طيرمانات صنعاء تحت إشراف ودعم ما يسمى بسفير إيران لدى الحوثي؟ في إشارة منه إلى الصراع الدائر بين قيادات المليشيا، المنتمية إلى محافظة صعدة، والأخرى منها صنعاء، وأن التصفية تعد من أولى مهام السفير الإيراني، الذي قدم أوراق اعتماده كما أعلنت وسائل إعلام حوثية اليوم الثلاثاء تزامناً مع الاغتيال.
 
بدوره تطرق الصحفي والكاتب همدان العلي إلى أن عصابة الحوثي، تقتل القتيل، وتمشي في جنازته، هكذا عرفناها.. مطالباً “هيئوا أنفسكم هذه الأيام لمتابعة “دموع التماسيح (القيادات) الحوثية” بعدما قتلت أحد المنافسين لها في صنعاء بالتزامن مع احتفالاتهم السياسية بذكرى مولد الرسول الكريم صلوات الله عليه”.
 
إلى ذلك قرأ مأرب الورد الاغتيال بأن المخابرات الإيرانية بقيادة سفيرها الجديد بصنعاء تعطي الضوء الأخضر للمليشيا، جناح (عبدالملك الحوثي) بتصفية قيادات الهاشمية في صنعاء، والذين لديهم اتصالات مع عواصم أخرى، بدون الرجوع لمكتب الحوثي.
 
مشيراً إلى أن هناك تياراً هاشمياً بصنعاء وذمار، يضم شخصيات من بيت المتوكل والشامي لديهم اتصالات وتنسيق معها.
 
وقال الورد بأن المعلومات تقول إن الجهاز الوقائي المرتبط بمكتب عبدالملك الحوثي وبإشراف إيراني، أعد قائمة بشخصيات هاشمية تعتبر نفسها سلسلة الأسر الإمامية الحاكمة، وترى نفسها أحق بالحكم من أسرة بدر الدين الحوثي.
 
وقال الكاتب معن دماج، في منشور له على صفحته الشخصية على “فيسبوك” تعليقا على الاغتيال، بأن الانتقام الفردي انتقل الى صراع الأجنحة داخل الحركة الحوثية، وهو تدشين لعمل الحاكم العسكري مطلق الصلاحية المعين من الحرس الثوري الإيراني، الذي يريد مسح الطاولة من السياسيين التقليديين بحساباتهم الشخصية والعائلية وحتى السلالية والطائفية لمصلحة عناصر الحرس الثوري الملتزمين والطائعين.
 
مذكراً بتصفية الحرس الثوري الإيراني عناصر وقيادات حركة أمل الشيعية في لبنان، لإفراغ الساحة لأداة الحرس حزب الله وعناصره سيعرف طبيعة شغل هذا الجهاز الإرهابي.