Image

تحذير أممي من شبح مجاعة يحوم فوق رؤوس اليمنيين

حذرت منظمة الأمم المتحدة في آخر تقرير لها من أن شبح المجاعة يحوم فوق رؤوس اليمنيين داعية كافة الأطراف المتصارعة إلى حل سياسي شامل وعاجل.
 
 
وبحسب حديث المبعوث الأممي، يوم الأربعاء، أمام مجلس الأمن الدولي، فإن الالتزامات الجادة والمدروسة بين قيادة الطرفين هي القادرة على إنهاء النزاع.
 
كما شددًا المبعوث بأن "الوقت قد حان للطرفين لاتخاذ القرارات النهائية المطلوبة لكي تؤتي مفاوضات الإعلان المشترك ثمارها".
 
جاء ذلك في الجلسة التي تمت بحضور وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك؛ والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي؛ وعمر بادُخن، المؤسس والمدير التنفيذي لمبادرة المجتمع المدني "حلول من أجل المجتمعات المستدامة".
 
الاجتماع تطرق إلى وقف القتال، وتمسك الطرفيين بالالتزامات التي يفرضها القانون الدولي بشأن حماية أرواح المدنيين والبنى التحتية المدنية.
 
قلق من التصعيد
 
وكعادته أعرب المبعوث الخاص عن قلقه إزاء تصاعد العنف في مأرب وتعز، وتزايد الهجمات على أراضي المملكة العربية السعودية، وتعرض المنازل والمدارس ودور العبادة والمستشفيات للهجوم.
 
المبعوث هنا لم يسمي من يقوم بهذه التجاوزات طوال العامين الماضيين سواء في مأرب أو مديرات الساحل الغربي من قبل مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن.
 
كما أبدى أسفه للوضع الذي وصلت إليه اليمن، الأمر الذي يستدعي إجراءات حازمة من أجل التوصل لحل سياس؛ لافتا إلى أهمية نجاح اتفاق الرياض وضرورة تنفيذه من قبل الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي.
 
ولم ينسى دعوته إلى أهمية إشراك العنصر النسائي في صنع مستقبل البلاد، في إشارة منه إلى اجتماعا سابق ضم 30 من القيادات النسوية اليمنية.
 
مخاطر خزان صافر
 
من خلال تقرير الأمم المتحدة وإحاطة المبعوث الخاص يظهر وكأن الملف اليمني من السهل حله بهذه الصورة التي عليها الأطراف اليوم.
 
لكن الواقع يقول غير ذلك فعلى سبيل المثال مشكلة (خزان صافر) النفطي الذي يحوي مليون و240 ألف برميل من النفط الخام، لم يستطع طرف الأمم المتحدة كوسيط رئيسي أن يسمح لفريق متخصص الوصول لصيانة الخزان.
 
بالمقابل وصل إلى صنعاء منتصف أكتوبر الماضي السفير الإيراني حسن إدريس ايرلو وذهب إلى عمان وبنفس الطائرة عبد الله صبري سفيرًا معينا من قبل المليشيا في سوريا.
 
المبعوث الأممي ذكر أن الأمم المتحدة تحاول منذ أشهر التفاوض على وصول بعثة خبراء لتقييم وضع ناقلة النفط صافر، وهي بانتظار منحها الضوء الأخضر من قبل المليشيا.
 
الناشط عمر بادُخن، تحدث عن خطورة خزان صافر داعيا الدول الأعضاء في مجلس إلى أن تضع كل ثقلهم في الوصول إلى سلام دائم في اليمن من أجل الإنسان والبيئة.
 
كما حدد العديد عدد من النقاط التي يجب اتخاذها أثناء وبعد إفراغ الخزان مشيرًا إلى ضرورة توسيع الاهتمام بما يخص "قطاع التكنلوجيا الخضراء"، وعدم اتخاذ خزان صافر كورقة ابتزاز سياسي.
 
الجوع فوق الرؤوس
 
جاء توصيف الأمم المتحدة متأخرًا فيما يخص المجاعة، وهي الجهة التي تدرك تمام الإدراك أن ما يقارب 25 مليون يحتاجون لمساعدات دائمة وعاجلة منذ مدة طويلة.
 
لخص ذلك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حيث أكد أن "المهمة الأكثر إلحاحاً اليوم في اليمن تتلخص في منع انتشار المجاعة على نطاق واسع"، موضحًا بشكل مفصل المراحل التي يمرّ بها جسم الإنسان عندما يفتقر للطعام.
 
وأوضح لوكوك أنه إذا نجا اليمنيون من المرض، فإنهم لن يجدوا ما يأكلونه وهنا سوف تتحلل أعضاؤهم، شارحا بالتفصيل النتائج الكارثية. 
 
إلى أن يقول. وأن يموتَ الفرد بهذا الشكل حسب تعبيره، فهذا موت رهيب ومؤلم ومهين، بل هو موت قاسٍ بشكل خاص في عالم، مثل عالمنا، حيث يوجد في الواقع أكثر مما يكفي من الطعام للجميع، قائلا: "اليمنيون "لا يجوعون". بل يتم تجويعهم".
 
داعيا المانحين إلى الوفاء بتعهداتهم وزيادة دعمهم؛ مبينا أن أكثر من 200 مليون دولار من التعهدات هذا العام بما في ذلك التمويل الجديد المعلن في أيلول/سبتمبر لم يتم سداده بعد.
 
دعوة أخيرة للإنقاذ
 
المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي وفي ذات السياق قال بأن العد التنازلي للكارثة (المجاعة) بدأ الآن، موضحا أنه لا يفصل بين اليمنيين ومستوى جديد تماما من البؤس سوى أشهر.
 
وأضاف. "لقد دقينا ناقوس الخطر" في عامي 2018 و2019، حيث أبلغنا المجلس في "عرض كبير" عن وضعهم المزري، مضيفا أن معاناة اليمنيين اليوم هي "بصراحة تامة أكثر إثارة للشفقة".
 
وأشار السيد بيزلي إلى خطورة انخفاض قيمة العملة المحلية ما جعل المخصصات أكثر تكلفة، محذرا من الاستمرار بالتلاعب بمواد الإغاثة.
 
من جهتها دعت المدير التنفيذي للوكالة الأممية التي حازت على جائزة نوبل للسلام لعام 2020 ، إلى مستويات أعلى من التعاون، ووضع "خطة شاملة وممولة"، وإسكات البنادق بشكل كامل.
 
وقالت. "اسمحوا لي أن أقول هذا بوضوح شديد لتجنب المجاعة لعام 2021، سنحتاج إلى 1.9 مليار دولار"، مضيفا أنه "لا يمكننا أن نقضي الوقت للتدقيق في تفاصيل صغيرة. يجب أن نتحرك الآن، لأن الناس سيموتون إذا لم نفعل ذلك".
 
وناشد أعضاء المجلس عدم إدارة ظهورهم لشعب اليمن، بل "اغتنام هذه الفرصة الوجيزة التي لدينا لتجنب المجاعة التي بدأت تكتسب بالفعل موطئ قدم. الأولاد والبنات الصغار والنساء والعائلات يتطلعون إلينا لإنقاذهم".