حروب الاحقاد مطلب حوثي

05:31 2022/03/01

نحن على المحك فلا خيار، ولا سبيل أمامنا سوى استعادة الجمهورية والدولة أولا، ومن بعدها اخرجوا مشاريعكم الدينية والجهوية الصغيرة وأفكاركم البويهيمية الغجرية وقاتلوا من أجل الله ودينه واشربوا قيح صديد جراح حروبكم المقدسة لتزدادوا شراسة وحدة وتوحشا، ولكن ولا استعيدوا الدولة والجمهورية.
الحوثي يستفيد من غبائكم ويشتد صفاقة ويزداد توحشا كلما اختلفتم وترهلتم وزحزحتم من مواقعكم وتراجعتم عن مواقفكم، فقوته من تعدد ولاءاتكم الخارجية وسعيكم لتحقيق طموحاتكم وأطماعكم الضيقة وتفضيل مكاسبكم ومصالحكم الشخصية على مكاسب ومصالح اليمن. 
هناك خياران لا ثالث لهما: إما مع الجمهورية أو ضدها. وأعتقد -ولا خلاف على ما أعتقد- حول الرغبة في استعادة الجمهورية لكن الاختلاف حول التفاصيل (شكلها، هويتها، توجهها، ومن سيحكمها) والشيطان يكمن في التفاصيل.
لكن هناك من يدفع باتجاه استبدال العمل الوطني بحرب بينية في أشكال أيديولوجية أو دينية وبنكهتها الطائفية المرة، الأمر الذي يفقد النضال والعمل الوطني روحه ليصبح قتالنا انتصارا لسقيفة بني ساعدة لا لاستعادة الدولة والجمهورية.
الطائفيون السنيون والشيعيون يعيشون في خواء فكري دائم، متعطشين للدم يتغذون على الأحقاد والأمراض المكتسبة من 1400 عام، الأمر الذي يصبح خطراً على الذات وعلى الدولة والجمهورية؛ حيث تعتبر كل طائفة أن لها حقاً على الدولة.
مصلحة وطنكم تستدعي توحيد الصف الجمهوري ونبذ خلافاتكم الشخصية ومنع التمترس وراء الأوهام وسوء الأحلام، والتنازل عن الأفكار الضالة والخلافة المزعومة العنصرية أو الطائفية أو المناطقية أو الجهوية.
لذا نقول ليس هناك أنصاف حلول أو البقاء في المنطقة الرمادية لان فرص استعادة الوطن. لن نجد فرصة كهذه بعد أن ضاعت مئات الفرص السابقة. 
إن المجتمع الدولي والعربي أكثر تفاعلا وتفهما لمعاناة اليمنيين تجاه مليشيات الحوثي الإجرامية من السابق، بعد أن ارهقت هذه المليشيات المجتمع الدولي بكذبها وتهربها من التزاماتها وإذاقة الشعب اليمني ويلاتها وكوتهم بسعير حربها.
فأعمالها الاجرامية نالت القريب والبعيد على حد سواء، فحتى المجتمع الدولي عامة في خطر من هذه المليشيات التابعة لإيران بمحاولة سيطرتها على خط الملاحة الدولية لتكون إيران متحكمة بمضيقين: مضيق هرمز ومضيق باب المندب.
 فهل نستغل فرصة تضرر المجتمع العربي والدولي وتخوفه من طموح إيران وجنون جماعة الكهف وأعمالهم الصبيانية الطائشة ونصطف على كلمة سواء لاجتثاث هذا السرطان من الجسد العربي وبعدها نتفق أو نختلف تحت سقف الدولة اليمنية والجمهورية؟!