Image

أبراموفيتش يطرح تشيلسي للبيع... والسويسري فايس مهتم بالشراء

قال رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش، أمس (الأربعاء)، إنه قرر بيع نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم وتعهد بالتبرع بأموال البيع لمساعدة ضحايا الحرب في أوكرانيا.

وقال أبراموفيتش في بيان: «كنت دائماً أتخذ قرارات في مصلحة النادي. في الوضع الحالي، اتخذت قراراً ببيع النادي، حيث أعتقد أن هذا في مصلحة النادي والجماهير والموظفين وكذلك رعاة النادي وشركائه».

وجاء تأكيد أبراموفيتش قراره بيع تشيلسي بعدما أعلن قبل أيام تسليم إدارة ورعاية النادي إلى مؤسسة الأمناء الخيرية، في خطوة من الملياردير لبيع جميع العقارات التي يملكها في إنجلترا ومنها نادي العاصمة.

وكان هانزيورغ فايس، أحد أغنى رجال سويسرا، كشف أنه عُرض عليه فرصة شراء نادي تشيلسي وسط الضغوط التي يواجهها حالياً أبراموفيتش في ظل غزو بلاده لأوكرانيا وقربه من الرئيس فلاديمير بوتين.

قال فايس (86 عاماً)، مؤسس شركة تصنيع الأجهزة الطبية «سينتيز»، لصحيفة بليك السويسرية، إنه تم التواصل معه وثلاثة أشخاص آخرين.

ولم يرد اسم أبراموفيتش (55 عاماً) على قائمة العقوبات البريطانية المتزايدة التي تستهدف المصارف والشركات الروسية وكبار رجال الأعمال الموالين للكرملين، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعرض لضغوط لعدم شمل أبراموفيتش بالنظر إلى قربه من بوتين.

قال فايس: «أبراموفيتش هو من أقرب مستشاري بوتين وأصدقائه. مثل كل الأوليغارشيين، إنه خائف. يحاول أبراموفيتش حالياً بيع جميع فيلاته في إنجلترا. كما يريد التخلص من تشيلسي بأسرع وقت. إلى جانب ثلاثة أشخاص آخرين، تلقيت عرضاً منه لشراء النادي».

وتابع الملياردير السويسري: «علي أن أنتظر أربعة أو خمسة أيام. أبراموفيتش يطلب الكثير في الوقت الحالي. تشيلسي مدين له بملياري جنيه إسترليني، والنادي لا يملك المال، هذا يعني أن أولئك الذين يشترون تشيلسي يجب أن يعوضوا أبراموفيتش».

وأردف: «نحن لا نعرف بعد السعر المحدد للبيع. يمكنني أن أتخيل جيداً نفسي منضماً إلى تشيلسي مع شركاء. أولا يجب أن أنظر بعناية إلى الظروف. لكن ما يمكنني أن أخبركم به الآن أنني بالتأكيد لن أفعل مثل هذا الشيء بمفردي. إذا اشتريت نادي تشيلسي، فسيكون مع ائتلاف من ستة أو سبعة مستثمرين».

وسُئل جونسون في العاصمة البولندية وارسو الثلاثاء عن سبب عدم معاقبة أبراموفيتش شخصياً من قبل الحكومة البريطانية، كما طالب العديد من المشرعين البريطانيين، ولم يُشِر رئيس الوزراء البريطاني إلى الروسي مباشرة في إجابته، لكنه قال إن بريطانيا سوف «تشدد الخناق الاقتصادي» بشكل أكبر على النظام الروسي.

وقال بعض المشرعين البريطانيين المعارضين إنه يجب إدراج أبراموفيتش في قائمة المعاقبين، وطالب أحدهم الحكومة البريطانية بمصادرة أصوله وحرمانه من ملكية النادي.

وخطوة نقل إدارة الأعمال اليومية للنادي إلى مجلس أمناء المؤسسة الذي يضم الأميركي بروس باك الرئيس التنفيذي لم تغير وضع أبراموفيتش كمالك لتشيلسي. لكن هذا القرار كان بمثابة تلميح من إبراموفيتش بالبحث عن خطط للهروب قبل تجميد أصوله في بريطانيا، بسبب صلاته المزعومة.

وفي حال تمت معاقبة إبراموفيتش، سيصبح مستقبل تشيلسي غير واضح. ولفت المحامي الرياضي ستيفن تايلور هيث: «في السياق القانوني، لا تعني الوكالة أكثر من وظيفة الإشراف أو العناية بشيء ما، أي بمعنى القيام بوظيفة (القائم بالأعمال)». وأضاف «إذا أمرت الحكومة بعدم إدارة ورعاية أبراموفيتش للنادي، فسيتعين على الدوري الإنجليزي على الفور تحليل ما إذا كانت ملكية النادي قد تم نقلها بالفعل إلى مجلس أمناء».

وأظهرت أحدث الحسابات من شركة فوردستام المحدودة أن القروض الميسرة من أبراموفيتش للنادي قد تجاوزت حاليا 1.5 مليار جنيه إسترليني (2 مليار دولار). نتيجة لذلك، استفاد تشيلسي من عقدين من النجاح غير المسبوق، حيث توج النادي بطلا للدوري الإنجليزي 5 مرات، وخمسة ألقاب في كأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا مرتين، ومؤخرا بكأس العالم للأندية للمرة الأولى.

وكان أبراموفيتش الذي نشأ يتيماً في عائلة يهودية في مدينة ساراتوف، قد بدأ نشاطه التجاري بشركة مصنعة للألعاب المطاطية، قبل انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات، حيث إنه مع مجموعة من رجال أعمال آخرين استولوا على الأصول المربحة للدولة السوفياتية بأسعار زهيدة. وأدى استحواذه عام 1996 على الحصة الكبرى من استثمار شركة سيبنيفت بمائة مليون دولار إلى صعوده الصاروخي، حيث تبلغ ثروته راهناً 13.6 مليار دولار أميركي بحسب آخر أرقام مجلة فوربس الاختصاصية. ويملك أبراموفيتش حصصاً في عملاقي الصلب «إيفراز» و«نوريلسك نيكل». ويرى كثير من المراقبين أن امتلاك إبراموفيتش لنادي تشيلسي وتحويله إلى قوة أوروبية في كرة القدم، ما هو إلا تلميع لصورة الملياردير الروسي الذي له علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي.

وتشمل ممتلكاته قصراً من 15 غرفة نوم في منطقة كنزينغتون المترفة في لندن، ويملك أحد أكبر اليخوت في العالم «إكليبس» بطول 162 متراً. اليخت الأحدث في أسطوله الفاخر هو سولاريس الأقل حجماً. ويتردد أن اليختين مزودان بنظام دفاعي مضاد للصواريخ.

ويدافع إبراموفيتش عن سمعته المالية بشراسة وحصل العام الماضي على اعتذار بعد مقاضاة مؤلف وناشر بريطاني لكتاب عن صعود الدائرة المقربة من بوتين اتهم فيه مالك تشيلسي باستعمال مال غير نظيف لتوسيع رقعة نفوذ بلاده في الخارج. وتضمن كتاب «شعب بوتين» مزاعم من شريكه السابق سيرغي بزغاتشيف بأن أبراموفيتش اشترى تشيلسي عام 2003 بأوامر من الرئيس، في محاولة لتعزيز النفوذ الروسي.

وكانت بريطانيا سبقت وعاقبت إبراموفيتش بإنهاء صلاحية تأشيرته في 2018، في أعقاب هجوم بالغاز في مدينة ساليزبوري نسب إلى عملاء روس. وحينها حصل على جواز سفر إسرائيلي يسمح له بالسفر بحرية إلى بريطانيا. ويملك إبراموفيتش أيضاً جواز سفر برتغاليا، لكن سلطات لشبونة تحقق في ظروف تجنيسه.