Image

تقارير أمريكية تعري موظفين أمميين في اليمن

أكدت تقارير نشرتها وسائل إعلامية أمريكية تورط مسؤولين وموظفين أمميين في اليمن بممارسة التدليس والفساد، وشاركوا في صنع أكبر كارثة إنسانية في البلاد.
وأوضحت التقارير أن هناك انعداماً للشفافية في بعض المؤسسات التابعة للأمم المتحدة عبر المنظمات القائمة على المشاريع الإنسانية في اليمن؛ ذلك أنه لا توجد لديها برامج واضحة عن حجم الدعم والمشاريع التي تقوم بها هذه المنظمات. فمنذ العام الماضي، ظهرت كثير من التقارير عن فساد ومخالفات في عمل منظمات تابعة للأمم المتحدة تؤدي أدواراً في اليمن.
وقالت التقارير إنه بدلاً من أن تعمل المنظمة الأممية على الحد من الأزمة الإنسانية، تسترت على أسبابها الحقيقية، وأسهمت في تفاقمها.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية كشفت، العام الماضي، عن تورُّط أكثر من عشرة عمال إغاثة تابعين للأمم المتحدة في اليمن بقضايا نهب وفساد، إضافة إلى اتهامات بالتعاون مع المتحاربين من مختلف أطراف النزاع للاستفادة من مليارات الدولارات من المساعدات المتبرع بها لليمن؛ مما اضطر الوكالة، والتي قالت إنّها حصلت على وثائق تحقيقات داخلية لمنظمات الأمم المتحدة، للقول بأن منظمة الصحة العالمية تحقق في عدد من الاتهامات، بينها توظيف أشخاص غير مؤهلين برواتب عالية.
واتهمت التقارير الحكومة اليمنية أيضا بالتورط في قضايا فساد من خلال عدم المكاشفة والتوضيح حول الفساد ومصير المليارات من المساعدات التي تقدمها الدول لليمن باسم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ومليشيا الحوثي.
تحقيق استقصائي كانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية نشرته قبل سنتين أكدت فيه وجود تلاعب يمارسه مكتب الصحة العالمية واليونيسف في صنعاء، شمل الموافقة على عشرات العقود المشبوهة دون الأوراق المطلوبة، وأن أطنانا من الأدوية والوقود المتبرَّع بهما ذهبت في عِداد المفقودين، وكان من بين المتهمين بالتلاعب رئيس مكتب الصحة العالمية في صنعاء نيفيو زاجاريا؛ حيث كتب التقرير أنّ مكتب الصحة العالمية عندما كان تحت قيادة زاجاريا كان مليئا بالفساد والمحسوبية، وأنه استعان بموظفين مبتدئين سبقوا أن عملوا معه في الفلبين، وأنه رفعهم إلى وظائف ذات رواتب عالية رغم أنهم غير مؤهلين، وأن اثنين منهم كانت مهمتهما رعاية كلب المسؤول الأممي.
 التحقيق تحدث أيضا عن قيام موظف في منظمة اليونيسف، يدعى خورام جافيد، بمساعدة قيادات من مليشيات الحوثية في التحرُّك وحمايتهم من الغارات الجوية، بل وسمح للقيادات الحوثية باستخدام مركبات تابعة للوكالة الأممية. وهذا أعطى فعليًا، بحسب تحقيق الوكالة، الحماية الرسمية للقيادات الحوثية من الغارات الجوية التي شنها التحالف العربي لدعم القوات الحكومية في اليمن.
وفي سياق فساد المنظمات الأممية العاملة في اليمن، نستذكر الإعلان الذي نشره البرنامج  الإنمائي التابع للأمم المتحدة في اليمن، العام الماضي، عن طرح مناقصة لتوريد أغذية خاصة بالكلاب إلى اليمن. 
ونشرت المنظمة الدولية إعلاناً على موقعها الرسمي حول مناقصة لتوريد أغذية خاصة بالكلاب، وطالبت كافة التجار الراغبين بالحصول على المناقصة تقديم طلباتهم عبر موقعها على الإنترنت. 
الإعلان أثار غضب الشارع اليمني، الذي يعيش في ظل أسوأ أزمة إنسانية وغذائية وصحية هي الأكبر في القرن 21 وفق تصريح سابق للأمم المتحدة.