صدام الحسن مأساة شعب يقع بين مليشيات إجرامية وحكومة بلا مسؤولية

11:44 2022/03/16

كم هو محزن أن يدفع الموظف اليمني ثمنا باهظا، فهو بين مليشيات لا تؤمن لا بنفسها ولا بالمحسوبين عليها، وشرعية  لا تؤمن بالمواطن ولا بمسؤوليتها عنه.
إن تحول الإعلامي البارز والموظف في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ومقدم نشر الأخبار بالفضائية اليمنية، إلى بائع قات ما هو إلا علامة على حجم الإسفاف الذي بات يعيشه موظفو الحكومة من تجاهل وإهمال، في ظل حكومة لم تكن يوما تؤمن بالإنسان اليمني ولا تهتم لما قد يكون عليه.
في الواقع إن سعي الزميل الإعلامي البارز صدام الحسن للعمل بسوق القات بعد أن فقد وظيفته وجرد من حقوقه من قبل مليشيات الحوثي وإحلال أشخاص اخرين مكانه ومكان زملاء، هو تجاوز لمفهوم الأخلاق، فكيف يحرم موظف من وظيفته ويجرد من حقوق كانت كفيلة بالحفاظ على قوت أطفاله؟!
صدام الحسن، ومن معه من الموظفين اليمنيين، قدرهم المتحكم بمستقبل اليمن عصابات، لا رجال دولة ولا يتحلون بأخلاق المسؤولية تجاه شعبهم في ظل سيطرة مليشيات الحوثي على المؤسسات بصنعاء. وتجاهل ممنهج مبني على نفس نمط الحوثي تمارسة حكومة معين تجاه الموظف، صدام ليس المظف الوحيد الذي يعاني مرارة الإهمال والإقصاء التعسفي ومنعه من ممارسة عمله في إطار المؤسسة التي عمل بها كموظف يمني له كامل الحقوق.فالموظف يعاقب وتنهب حقوقه. 
وهنا يجد الزميل الاعلامي صدام الحسن، وكل الموظفين، أنفسهم يعيشون في منفى الإهمال، فلا المليشيات تحملت مسؤولية من يقع تحت سلطتها، ولا الشرعية التي من المفترض أنها حكومة تمثل الشعب بكامله باعتبارها معترفا بها دوليا احترمت نفسها وعرفت مسؤوليتها وحفظت للموظف كرامته ومنحته حقوقه واستوعبته ضمن المؤسسات التي عملوا فيها جل حياتهم.
فهي حكومة لم تر نفسها مسؤولة عن الشعب ولا تهتم بالمواطن، بقدر سعيها لاستبدال الموظف بموظف محسوب عليها وإحلاله محل الموظف السابق، لتحيل حياته إلى فراغ يعاني مرارة الفقر والتشرد، رغم أنها تدعي مسؤوليتها عنه أمام العالم، بصفتها حكومة الجمهورية اليمنية؛ بينما الحقيقة هي ليس إلا حكومة المحسوبية والمنسوبية والولاء السياسي.
فالمشهد الذي بات عليه المذيع البارز صدام الحسن ما هو إلا علامة توضح حجم الظلم الممارس تجاه الإنسان اليمني، من مليشيات ادعت يوما أنها جاءت لتنقذ الشعب من الجرعة لتحيل حياته إلى جرع متواترة، وحكومة لا يهمها غير تحسين وضعها وتقديم التنازلات من أجل الحصول على أكبر مكسب مالي يضاف إلى أرصدتهم  في البنوك، فالمناصب ليست مسؤولية بنظر حكومة معين، وإنما فرصة لجمع الأموال.
 مفهوم حكومة معين لإدارة الدولة لا يتجاوز التقاط الصور والكذب على الشعب باستعادة المؤسسات، رغم مرور أربع سنوات على توليها السلطة لم تنشأ الحكومة مؤسسة واحدة وهي الحكومة الوحيدة في العالم التي ليس لديها صحيفة رسمية تتحدث باسمها.