Image

مشاهد رمضانية من أسواق عدن في أول أيام الشهر الفضيل

"رمضان" شهر له نكهة وروحانية وحياة خاصة يعيشها المواطن في المدن اليمنية، ومنها العاصمة المؤقتة عدن، لكنها هذا العام امتزجت بحالة من البؤس والتعاسة، وضنك الحياة التي فرضتها القوى المتصارعة، حرمت المواطن التمتع بروحانية الشهر الدينية، ومتع الاكلات الرمضانية الخاصة.
 
"المنتصف نت"، نزل إلى أسواق شعبية في العاصمة المؤقتة عدن، عصر أول أيام الشهر، وسجل ملاحظات حياتية للمواطن العدني في هذا اليوم، وخرج بالمشاهد الرمضانية التالية:
 
مشهد أسعار الخضار  
سجلت السلع الاستهلاكية بشقيها الصناعي والزراعي، إلى جانب الشق الحيواني من لحوم ودجاج واسماك، ارتفاعا غير مسبوق على مدى شهور رمضان في سنوات الحرب السابقة.
يقول العديد من المتسوقين الذين تحدثت اليهم مراسل الموقع في عدن، ان الأسعار هذا العام تختلف عن بقية شهور رمضان التي عاشوها خلال سنوات الحرب منذ 2015، والناتجة عن فشل الأداء الحكومي في السيطرة على تدهور أسعار العملة المحلية، ومعالجة فارق التحويلات المالية بين مناطق الشرعية والحوثيين، فضلا عن أسعار الوقود التي تضاعفت اربع اضعاف ما زاد من تكلفة نقل تلك السلع.
 
معظم الفواكه والخضار والسلع الاستهلاكية يتم نقلها من مناطق الحوثيين، إلى مناطق الشرعية، وذلك يتطلب تحويل أموال بالعملة الجديدة، ما يضطر التجار إلى دفع فارق تحويل يصل إلى 110 بالمائة عن المائة الواحدة، بمعنى اذا اردت تحويل 10 آلاف من العملة القديمة من عدن إلى ذمار مثلا تدفع 11آلاف ريال قيمة تحويل، ذلك الفارق يضاف على قيمة السلعة ويتحملها المواطن.
وبلغت أسعار الخضار الرئيسية ارتفاعا كبيرا في أسواق مديريات كريتر والمعلا والتواهي، حيث تراوحت أسعار الكيلو البطاط ما بين 1000 ريال و 800 ريال، فيما سعر الكيلو البصل وصل الى 800 ريال، والطماط 600 ريال، اما الفواكه فأسعارها تجاوزت الخيال حيث سجل الكيلو البرتقال الخارجي 3 الاف ريال، والتفاح 2500 ريال، والموز 600 ريال، واليوسفي 3 الاف ريال، فيما وصلت سعر الكيلو الكيوي 4الاف ريال.
 
مشهد سوق اللحوم 
أسواق اللحوم والدواجن والأسماك في المديريات الثلاث، سجلت أرقاما خيالية في أول يوم رمضاني، في ظل عدم وجود رقابة او تسعيرة حكومية تلزم العاملين في هذا القطاع الذي كل سلعه محلية، حيث سجل سعر الكيلو اللحم الغنمي 12 الف ريال، والبقري رضيع 14 الف ريال، والعجل 9 الاف ريال.
اما الدواجن فقد تراوحت أسعارها وفقا لأحجامها، حيث سجلت الحبة الدجاج البلدي 1200 جرام 5 آلاف ريال، وحجم 1000 جرام أربعة آلاف ريال، واقل حبة دجاج بلدي سعرها 3500 ريال، اما المجمدة تراوحت بين 3 و4 آلاف ريال.
 وبلغت أسعار الأسماك في ذات المديريات للكيلو السمك نوع ثمد 6آلاف ريال، والسخلة 8 آلاف، ام الديرك 17 آلاف ريال، وبقية الأنواع تراوحت ما بين 19 آلاف و11 عشرة الفا، لكنها نادرة ما تتواجد في الأسواق العدنية، رغم ان المدينة ساحلية.
 
مشروبات رمضان 
شهدت مشروبات رمضان التي تعودت عليها الأسر خلال الشهر، ارتفاعا جنونيا في الأسعار، حيث سجلت القارورة الفيمتو 3500 ريال، وسن كويك 6 آلاف ريال، والتانج حجم متوسط 7 آلاف ريال، فيما سجل الكيلو الليم 3 آلاف ريال.
واختفت عن الأسواق العدنية الماكولات الرمضانية مثل السنبوسة والمكربش والباجية والحلويات، التي عادة ما ينتشر الباعة على ارصفة الشوارع وعلى جوانب الأسواق، في شهر رمضان، وذلك نتيجة ارتفاع واختفاء مادة الغاز المنزلي.
ما تم ملاحظته بشكل كبير في أوجه مرتادي الأسواق، حالة ذمر وسخط من أداء الحكومة وسلطة الأمر الواقع التي تفرض تواجدها في عدن "الانتقالي"، التي حرمتهم من حياة رمضان التي اعتادوا عليها، وحرمت موائدهم الرمضانية العديد من الأصناف والاطباق التي لا يتم اعدادها الا في رمضان.
 
لسان حالهم يقول "المسؤولون في رفاهية، ونحن في ضنك الحياة، لا يحسون بنا، لا نخطر على بالهم، اسرهم واولادهم معهم في بلدان مستقرة، يعيشون رفاهية ورغد الحياة، بعوائد ما تجود به هذه البلاد، ونحن حرمنا الفرحة والحياة لشهر واحد، رمضان"..