Image

جبايات حوثية تزيد من نسبة الجياع في البلاد؟

باتت الجبايات السلاح المميت الذي تصوبه مليشيا الحوثي الإرهابية نحو المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة عامة وسكان محافظة إب (وسط اليمن) خاصة، لا سيما في المناطق المتاخمة لجبهات القتال على حدود محافظة الضالع.

هكذا يصفها الكثير من أبناء مديريات السدة والنادرة والشعر التابعة لمحافظة إب والحدودية من الجهة الشمالية الغربية لجبهات قعطبة والحشا التابعتين لمحافظة الضالع، بعد أن كثّفت من جباياتها ومطالبها المستمرة بتسيير قوافل مادية وعينية لعناصرها المسلحة.

وأوضحوا، في حديث لوكالة "خبر"، يوم الخميس 21 أبريل/ نيسان 2022م، أن قيادات الحوثي فرضت على أصحاب المحال التجارية والباعة والمزارعين والمواطنين تسيير قوافل مادية وعينية من أبناء المديريتين لدعم مقاتليهم في تلك الجبهات.

وذكروا أن مديري عام وأمن مديرية النادرة المدعوين حافظ سفيان وعبدالجليل الشامي، شددا في اجتماعات متفرقة عقدت خلال شهر رمضان الجاري، مع عقال الحارات في مراكز المديريات ومشرفي المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا في العزل والقرى على جمع تلك الجبايات من مناطقهم والتشديد على المواطنين مت جميع الفئات المستهدفة بضروره التجاوب.

ولتضمن قيادات ومشرفو مليشيا الحوثي جني أكبر مبلغ من الجبايات استخدمت الدين عباءة ووصفت ذلك بـ"الجهاد بالمال". ملوحة في وجوههم بعصا التهديد وهي تشير إلى أن "التخاذل والتهاون هو من صفات المنافقين"، وهو التهديد الذي تطلقه في الغالب ضد كل من يعارض توجهها ومعتقدها الطائفي والعنصري.

وبصورة دائمة تضع المليشيا الحوثية أمام المواطن خيارين وحيدين أحدهما الاستجابة والدفع والآخر إدراجه في قائمة المناوئين، وتبعات الأخير كبيرة قد تقود صاحبها إلى التغييب لسنوات في معتقل سري إن نجا من الموت داخله تحت التعذيب لن ينجو بعد إطلاق سراحه من الإصابة بمرض نفسي أو إعاقة دائمة.

وكشف زعيمان قبليان لـ"خبر" -طلبا عدم ذكر اسميهما- عن استهداف حوثي ممنهج لأبناء مديريات محافظة إب، وفرض جبايات بالعملة الصعبة وتغذية النزاعات القبلية.

وقالا إن ما يتعرض له المواطنون من ضغوط وتهديد يفوق اضعاف ما يتعرض له ابناء المحافظات الاخرى، فالمليشيا تستغل صفات الطيب فيهم وتضاعف من شروطها حد استهدافها عائلات المغتربين في بلد المهجر وفرض مبالغ مالية كبيرة أحيانا تشترطها بالعملة الصعبة، وهو ما تقبله تلك العائلات تجنبا لتعرض ابنائها المهاجرين لمضايقات اثناء زياراتهم السنوية لليمن.

ولفتا إلى مشرفي الحوثيين تغذي النزاعات القبلية بين القبائل وأبناء القرية الواحدة والأسرة الواحدة سعيا في استكمالها تفكيك ما تبقى من النسيج الاجتماعي وخلق ولاءات قبلية متجددة في المحافظة.

ويعود ذلك إلى الأهمية الاجتماعية والعسكرية للمحافظة التي تربطها حدود جغرافية هامة مع محافظتي الحديدة والضالع اللتين تشهدان بين الحين والآخر معارك عنيفة بين مليشيا الحوثي والقوات المشتركة المناوئة لها.

وارجعت مصادر متعددة الأسباب الرئيسية في كل ما يتعرض له المواطن بمناطق سيطرة الحوثيين إلى خذلان الحكومة الشرعية لهم طيلة سبع سنوات من الحرب بعد ان تركتهم يلاقون مصيرهم بمفردهم، فضلا عن منح المليشيا فرصة التمدد والتوسع.

وأشارت إلى أن الجبايات الحوثية تزيد من نسبة الجياع في البلاد وباتت سلاحا فتاكا يواجهه ملايين المواطنين في ظل الضغوط والتعسفات المصاحبة.