Image

لماذا يقلق غروندبرغ من تأجيل الرحلات إلى الأردن بينما تعز محاصرة والقناصة تقتل أطفالها؟!

أكد مراقبون سياسيون أن قلق المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، من تأجيل أول رحلة طيران من مطار صنعاء الدولي إلى مطار عمّان في الأردن ليس مبررا، بعد أن أوضح التحالف مبررات التأجيل وعرقلة الحوثي لأول رحلة تجارية كانت مقررة الأحد، إضافة إلى اتهام حكومي بوجود إيرانيين ضمن الرحلة بجوازات يمنية مزورة.
وأوضح المراقبون لـ"المنتصف" أن التأجيل ليس له علاقة بصمود الهدنة الأممية، باعتبار ما يقوم به التحالف من إجراءات تهدف إلى إنجاح الهدنة والحد من استغلال الحوثي للرحلات عبر مطار صنعاء لأغراض تخدم المشروع الإيراني في زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصة وأن فتح المطار يأتي لأغراض إنسانية وليس عسكرية، بحيث يستخدمه الحوثيون في دخول وخروج خبراء إيرانيين. وبحسب الحكومة المعترف بها دوليا، يُتهم الحوثيون بعدم الالتزام بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية، مشيرة إلى أنهم حاولوا فرض 60 راكبا على متن الرحلة بجوازات سفر غير موثوقة.
واستغرب عسكريون لـ"المنتصف" من عدم قلق غروندبرغ من وجود معلومات عن تخطيط المليشيات لاستغلال الرحلات لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية، ولماذا لا يقلق من خرق الحوثي للهدنة بشكل شبه يومي،من خلال قصفه القوات الحكومية بالمدفعية وتسيير الطائرات المسيرة إلى مواقع عسكرية في تعز ومأرب وحجة والحديدة، والذي أسفر عنه استشهاد أحد أفراد العمالقة وإصابة مدنيين في تعز جراء القصف الحوثي على الأحياء والمساكن المدنية.
وأكد العسكريون أن على المبعوث الأممي أن يقلق من تحويل الحوثي الهدنة إلى مكاسب عسكرية ومماطلته  في فتح المعابر وفك الحصار عن تعز، التي تدخل عامها الثامن وهي محاصرة وتتعرض لأعمال قنص تفتك بحياة الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، وسط صمت الامم المتحدة ومبعوثها الدولي.
 وأكدوا أن الهدنة كما يراها المبعوث الأممي هدفها خدمة المدنيين من خلال الحد من العنف وتوفير الوقود وتعزيز حريتهم في التنقل أيضاً، من وإلى وداخل بلادهم؛ إلا أن ذلك لم يتحقق، بقدر ما تحققت اهداف المليشيا في فتح المطار وميناء الحديدة الذي يستقبل سفنا محملة بالمشتقات النفطية والبضائع التجارية؛ بينما تعز مازالت محاصرة وبعيدة كل البعد من أهداف الهدنة في فك الحصار والمنافذ.
فهذا الكيل بمكيالين يضع الأمم المتحدة محل شك من قلقها من تأجيل رحلة سوف تستأنف بمجرد استكمال الإجراءات وبصورة صحيحة. ولهذا فإن الزوبعة الأمنية تدل على تواطؤ المبعوث الأممي الذي اتهمت منظمته سابقا بتهريب أسلحة وطائرات إلى مليشيا الحوثي والتي كانت تدخل مطار صنعاء باعتبارها مساعدات إنسانية، إضافة إلى تهريب خبراء إيرانيين إلى صنعاء مكن الصريع حسن إيرلو من الدخول إلى اليمن بصفته سفيرا عبر التهريب، واتهمت الأمم المتحدة في الضلوع بتهريبه في تخادم مفضوح مع مليشيا الإرهاب.