فائقة السيد.. اتزان الرؤية وثبات المبدأ في "بلا رحمة"

11:35 2022/05/26

تابعت بشغف وتطلع مقابلة الأستاذه  فائقة السيد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام على قناة "اليمن اليوم"، في برنامج "بلا رحمة" مع الإعلامية والصحفية الجريئة رحمة حجيرة، من وجهة نظري تعتبر من أهم المقابلات للاستاذه فائقة السيد، كانت مرتاحة نفسيا، منطلقه في حديثها بكل أريحية.
 
كان التوقيت مناسب، تزامن مع الذكرى ال32  لقيام الجمهورية اليمنية، وإعادة تحقيق الوحدة المباركة؛ أكبر منجز تحقق لليمن في عهد زعيم المؤتمر الشهيد الخالد علي عبدالله صالح.
 
المقابلة حملت العديد من الرسائل، كان طرح الأمين العام المساعد واضحًا وجريئًا وشفافا؛ حول التطورات الجارية على الساحه السياسية إلى حد كبير كعادتها في طرح القضايا.
 
من أهم الأمور التي ركزت عليها السيد وأكدت عليها، نظرة المؤتمر للوحدة اليمنية، هذا المنجز التاريخي العظيم، الذي بدأ الكثير من القيادات تخشى أو بالأصح تتجنب الحديث عنه في محاولة منها لارضاء طرف ما على حساب اليمن ووحدته التي أكدت كل قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة في كل الاحاطات، باعتبارها من الثوابت الوطنية.
 
الأستاذة فائقة ومن خلال ردودها تمسكت برؤية المؤتمر حول حل ما يسمى بالقضية الجنوبية، بحكم محلي واسع الصلاحيات؛ باعتبار أن ذلك هو الحل الأمثل للمركزية الشديدة، بعيدًا عن اطروحات كثير من القيادات الجنوبية والشمالية في الدولة الاتحادية أو فك الارتباط.
 
لقد اثبتت أن للمؤتمر رؤيته الخاصة المنطلقة من الواقع والمتناسبة مع وضع اليمن وامكانياته وبعيدا عن محاولة كسب شعبية جنوبية لأنها امرأة وحدوية وقومية بل وأممية تتطلع إلى استمرار النسيج الواحد الذي يؤسس لمجتمع قوي، وهي رؤية واقعية تعكس الحس الوطني.
 
أمر آخر يمكن لفت الأنظار إليه في إطار المقابلة هو توجيه رسائل قوية للداخل والخارج، منها رسائل "للمجلس الرئاسي"، حول الشراكة واتخاذ القرار والدور المناط به، خاصة فيما يتعلق بتخفيف معاناة المواطنين، والعمل بروح الفريق الواحد.
 
الأمر الثاني عدم وضع رِجل في المعارضة والأخرى في السلطة طالما كان هناك قناعه أن تكون الأطراف الرئيسية مجتمعه ضمن تشكيلة المجلس القيادي الرئاسي.
 
من النقاط الهامة التي أتت عليها السيد، تقييم علاقة حزب المؤتمر مع الحوثيين والاسباب المنطقية حينها التي دفعت نحو الشراكة معهم، والمعاناة التي تسببت بها هذه الشراكة وهي من أهم النقاط التي لم يتوقف عندها أحد بانصاف ومسؤولية، 
موضحة كيف أدت التصرفات التي كانت تتم من قبل المشرفين والقيادات المتحكمة، والتدخل في أعمال الحكومة في الوزارات والمؤسسات إلى توتر الأمور وبلوغها ذروة الصراع الذي انتهى بأن دفع المؤتمر الشعبي العام الثمن فادحا باستشهاد الزعيم والأمين وتحميل كافة الأطراف الداخلية والخارجية المسؤولية في هذا الأمر؛ نتيجة لمحاصرة المؤتمر وقيام الحرب.
 
أيضا في السياق ذاته وجهت الأمين العام رسالة قوية وواضحة للتجمع اليمني للإصلاح وبقية القوى وعلاقة المؤتمر بها مستقبلا مطالبة منها الاعتذار للمؤتمر الشعبي العام وقياداته.
 
كما لفتت إلى أن المؤتمر قد اعترف باخطائه سواء من خلال رئيس المؤتمر الرئيس السابق علي عبد الله صالح أو من خلال قياداته، اعتذر للشعب ودفع أغلى ماعنده رغم تحقيقه الكثير من الإيجابيات والمنجزات العظيمة في مختلف المجالات.
 
نقطة مهمة تطرقت اليها السيد في حوارها على قناة اليمن اليوم وهي مسألة المصالحة الداخلية لحزب المؤتمر الشعبي العام مطمئنة القواعد بأن هناك مصالحة مؤتمرية تنطلق من الحفاظ على الثوابت الوطنية والمصلحة العليا لليمن، 
وأن هناك رؤية لتوحيد صفوف المؤتمر خلال الفترة القادمة، كاشفة أن هناك تواصل مستمر وتنسيق بين قياداته، كما المحت إلى وجود متحوثين داخل المؤتمر؛ في اشاره لبعض القيادات التي أصبحت تدار من قبل الحوثه وتنكرت للمؤتمر والزعيم.
 
ولم تنسى الحديث أو إيصال رسائل عديدة للتحالف والمجتمع الدولي حول القرار 221‪6 الذي اعترف المجتمع الدولي بعدم جدوى
استمراره في ظل المتغيرات والمستجدات، 
وقرار إنهاء الحرب والولوج إلى عملية السلام.
 
كما قيمت مفاوضات الرياض بصوره موضوعية، ونظرة المملكة وتوجهاتها المستقبلية، وتغيير خطابها الذي يجنح للسلام والبحث عن حلول للتسوية الشامله العادله، وضرورة مشاركة المؤتمر الشعبي العام في كافة المشاورات.
 
فائقة لم تنس الإشارة إلى دور المؤتمر في تقدير المرأة والنهوض بها في مختلف المجالات، والايمان بدورها الفاعل، ونوهت إلى استمرار متابعتها ونشاطها لتفعيل دور المؤتمر ومنظماته والدفع بانشطته للاسهام الفاعل في مجريات الأوضاع.
 
في نهاية هذه القراءة لا يسعني إلا توجيه كل التقدير للمناضلة الوحدوية الأستاذة فائقة السيد الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام هذا الحزب الرائد.