Image
  • Image
  • 11:26 2022/05/28

مفاوضات إضاعة الوقت وعنجهة حوثية بالزي العسكري

مثلما أن الهدنة مضيعة وقت، فإن مفاوضات فتح المنافذ عن تعز المحاصرة منذ سبع سنوات هي الأخرى مضيعة وقت، المستفيد منها مليشيا الحوثي التي تفاوض على لا شيء، وسط دلال أممي يمنحها حق المراوغة في عدم حصول الطرف الآخر على أي مكسب. مفاوضات عبثية تعرض مبادرات على الطاولة محكوما عليها بالرفض من قبل الوفد الحكومي في مفاوضات الأردن التي ترعاها الامم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن. يقول سياسيون إنه طوال أيام المفاوضات لم يلمس الوفد الحكومي من الحوثيين حسن النوايا، بل مماطلة وعدم جدية واستجابة لرفع المعاناة عن أبناء تعز وفتح الطرق الرئيسية التي أغلقتها عام 2015 والمؤدية إلى مدينة تعز. وفيما توشك المشاورات على الختام، لا شيء يلوح في الأفق. فكل الطرق تعود إلى نقطة الصفر. ويقول محللون سياسيون لـ"المنتصف" إن الحوثي يتعامل مع مفاوضات عمان بنفس الأسلوب الذي اتبعه في مفاوضات سابقة مع الشرعية، دون تحقيق أي نتائج يمكن التأسيس عليها في مرحلة أخرى نحو مفاوضات إنهاء الحرب في اليمن، حسب تسلسل الهدنة الأممية التي يفترض أن تنتقل من هدنة شهرين إلى هدنة دائمة تبنى عليها مفاوضات السلام. ويرون أن الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في أبريل الماضي وقبلتها الشرعية، وبدأ سريانها في جميع جبهات القتال في اليمن ولمدة شهرين، على أن تستكمل لاحقاً المباحثات من أجل العودة إلى مسار المفاوضات والتوصل إلى حل ينهي النزاع، أخذ منها الحوثي ما يخصه فيما يتعلق بتسيير رحلات جوية لمطار صنعاء ودخول سفن الوقود إلى الحديدة؛ بينما اجل فتح المنافذ إلى مرحلة لاحقة. ذلك الأسلوب الذي تتبعه الامم المتحدة جعل الحوثي ينفش ريشه في كل المفاوضات. وأشاروا إلى أن الحوثي يستغل عامل الوقت لإفراغ أي اتفاقية يتوصل إليها مع الشرعية، فيما تلعب الأمم المتحدة دور الضاغط، مثل اتفاق ستوكهولم الذي حمل بنودا بالغة الأهمية تمكن الشرعية من موانئ الحديدة بعد انسحاب الحوثي وصرف الرواتب، إضافة إلى انسحاب القوات إلى مسافة خارج مدينة الحديدة. لكن الحوثي استطاع تحويل اتفاق السويد لصالحه ولم ينفذ بندا واحدا، فجاءت اتفاقية ستوكهولم منقدة للمليشيات بعد أن كانت القوات الحكومية على مقربة من السيطرة على الميناء وتحرير المحافظة، فأصبحت المليشيا أكثر سيطرة على الحديدة. نفس السيناريو يتكرر في اتفاق وقف النار الذي سيفضي إلى المزيد من الحصار، وهو ما ظهر اليوم جليا في ارتداء الوفد الحوثي المفاوض زيا عسكريا في آخر يوم من المفاوضات، كنوع من العنجهة وإيصال رسالة للشرعية بأنه مستعد للقتال وليس للسلام، بينما الشرعية ضعيفة ليس لديها خيارات في حال فشل المفاوضات، وردها كان بتجديد مجلس القيادة الرئاسي التزامه بضبط النفس تجاه خروقات الحوثي المتصاعدة حتى وإن طال أمد معاناة أبناء تعز من الحصار.