Image

الحصار معاناة أخرى لمرضى الفشل الكلوي تعز

نتيجة حصار مليشيات الحوثي على تعز، أصبح كل شي يتألم، وأصبحت تعز تشكل مشهدا تراجيديا للوجع الذي يرافق أبناءها من كل الجهات، وليس فقط ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأجرة المواصلات والخدمات معاناة فقط لأبنائها، بل هناك شريحة أكثر تضررا من حصار مليشيات الحوثي لتعز. 
مرضى تعز هم الشريحة الأبرز في المعاناة التي سببها مليشيات الحوثي الانقلابية، وابرزهم مرضى الفشل الكلوي، وأبرز مثال لمعاناتهم قصة الحاج عبداللطيف الفقي.
يضطر عبداللطيف الفقيه (70 عاما) من أبناء مديرية سامع، للبقاء وسط مدينة تعز من أجل إجراء غسيل الكلى في مستشفى الثورة العام، في موعده المحدد. وسبب بقائه تمثل في الحصار المفروض على مدينة تعز وقطع الخطوط الرئيسية من قبل مليشيات الحوثي.
عبداللطيف الفقي واحد من آلاف المرضى المصابين بالفشل الكلوي، يضطرون للبقاء في مدينة تعز  لإجراء الغسيل الكلوي في موعده المحدد  بسبب انقطاع الطرقات الرئيسة، وهو ما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم في حال تأخروا عن الموعد المحدد.
قبل الحرب والحصار كان عبداللطيف الفقيه يتجه إلى مدينة تعز صباح اليوم المقرر له لإجراء الغسيل، ويصل المدينة في الموعد المحدد (التاسعة صباحا). غير أن حرب مليشيات الحوثي على اليمن فاقمت معاناته وحولت سفره من ساعتين إلى ست ساعات للوصول إلى وسط المدينة، فضلا عن المتاعب التي يتلقاها أثناء السفر الى مدينة تعز؛ حيث يمر عبر طرق جبلية وعرة ابتداء من قريته الضياء (أعلى جبل سامع) مرورا بمركز مديرية سامع (حوراء سامع) وثم عزلة بني يوسف حتى الوصول إلى العين. وكل هذه الطرق وعرة لاتصلح للاستخدام، غير أن ظروف الحرب والحصار أجبرت الأهالي على استخدامها.
ينفق عبداللطيف الفقيه، إذا ما قرر السفر لقضاء إجازة العيد في قريته، ما يقارب 20 ألف ريال كتكاليف مواصلات عبر الطرق المستحدثة، وكان قبل حرب الحوثيين ينفق 1500 ريال يمني للوصول إلى قريته من مدينة تعز .
اضطر عبداللطيف الفقي للبقاء وسط مدينة تعز تخفيفا للصرفيات التي ينفقها أثناء السفر، وفي المقام الأول كي يقوم بعمل الغسيل الكلوي في موعده المحدد؛ حيث أن بعد مسافة الطريق تحول بينه وبين موعده لإجراء الغسيل الأمر الذي سيؤدي إلى مضاعفات في حالته.
 
يتردد عبداللطيف الفقي مرتين في الأسبوع على مركز الغسيل الكلوي، وإذا ما قرر العودة إلى القرية بشكل مستمر للعيش قرب أسرته سيكلفه ذلك كثيرا ويؤثر على حياته الصحية والمعيشية.
 
يعمل مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الثورة في تعز على تحديد جدول لكل مريض لغسل الكلى، نتيجة قلة أجهزة الغسيل، وزيادة إعداد المرضى الوافدين إلى مركز الغسيل؛ اذ يبلغ مرضى الفشل الكلوي المسجلين في مستشفى الثورة بتعز مايقارب 260 حالة، إضافة إلى الأمراض في مستشفيات المدينة الأخرى.
 
يحتاج مرضى الفشل الكلوي للعلاج المنتظم للبقاء على قيد الحياة، والذي يتضمن عادة جلستين أسبوعيا، فضلا عن الأدوية الأساسية الآخرى للحفاظ على جهازهم المناعي.
 
قطع الطرقات فاقم معاناة المرضى المتجهين إلى مشافي مدينة تعز للبحث عن علاج يبقيهم على قيد الحياة. يكابدون الوجع، وتزيدهم الطريق أوجاعا أخرى مضاعفة ليصلوا من تعز إلى تعز لحضور جلسات غسيل الكلي أو جرعة العلاج الكيماوي، ويعد مرضى السرطان والفشل الكلوي أكثر المرضى تضررا من قطع الطرقات من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية.
 
الأوضاع المعيشية الصعبة وتدهور سعر العملة الوطنية والحصار المفروض على مدينة تعز وقطع الطرقات الرئيسية من قبل مليشيات الحوثي، جميعها تشكل معاناة أخرى لمرضى الفشل الكلوي ومرضى السرطان والأمراض الأخرى، إلى جانب معاناة المرض والوجع.