Image

التخادم الحوثي - الإخواني في جريمة دار الرئاسة

في مثل هذا اليوم، الثالث من شهر يونيو/ حزيران 2011، وبينما كانت قيادة الدولة تؤدي صلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء، كان المجرمون في انتظار ساعة الصفر لتنفيذ مخططهم الإجرامي باغتيال وطن لصالح مشاريع انقلابية لجماعتي الإسلام السياسي: الإصلاح والحوثي
(الولاية والخلافة) ضمن أجندات خارجية لقوى هيمنة إقليمية متآمرة على اليمن.
منذ ذلك اليوم (الثالث من شهر يونيو) الذي راح فيه كوكبة من الشهداء، في مقدمتهم رئيس مجلس الشورى الشهيد عبدالعزيز عبدالغني، وأصيب فيه العشرات بينهم رئيس الجمهورية الشهيد علي عبدالله صالح، وحتى اللحظة لا يزال القتلة طلقاء دون محاكمة، فيما نزيف الدم اليمني لم يتوقف.
وفي مساع حوثية-خونجية لدفن آثار تلك الجريمة وطمس آثارها، تم إطلاق السجناء المتهمين بارتكاب تلك الجريمة وتهريبهم إلى قطر وإيران، بتنسيق بين الدوحة وانقرة ومشاركة قيادات بارزة في حزب الإصلاح متواجدة في تركيا، تهدف لغسل أيدي الإرهابيين من دماء الضحايا، ليتكشف بذلك مدى التخادم القوي والعلاقة الوثيقة في مسار التعاون الخفي الذي يدار من وراء الكواليس بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح المودلجين دينيا.
 في أكتوبر من العام 2019، أفرجت مليشيا الحوثي عما تبقى من خمسة مجرمين كانوا في السجن المركزي بصنعاء على ذمة تفجير دار الرئاسة.
 المجرمون الخمسة الذين أفرجت عنهم مليشيا الحوثي ينتمون للتجمع اليمني للإصلاح، ما يكشف مدى التحالف الدموي بين الطرفين لاغتيال اليمن ونظامه الجمهوري.
ويلاحظ مدى التناغم بين الطرفين من الأوضاع في الساحة اليمنية، وكيف تحولت بعض الوسائل الإعلامية لحزب الإصلاح إلى لسان حال للمليشيا الحوثية، فالطرفان يجمعهما حالة العداء التام لليمن وللتحالف العربي وقيادته المتمثلة في المملكة العربية السعودية.
 كما تجلى التحالف الحوثي الإخواني في التبادل المستمر للأسرى والمختطفين في صفقات مشبوهة يتم إبرامها برعاية قطرية إيرانية وكان من ضمنها إطلاق سراح المتهمين والمتورطين في أحداث جامع الرئاسة في صفقة تبادل أسرى بالرغم من أن هؤلاء ليسوا أسرى حرب ولا يجب ان تتضمنهم اي صفقة تبادل أسرى ذوي قضايا جنائية بأسرى حرب.
اليوم، وبعد 11 سنة من هذه الجريمة، التي اتضحت خيوطها، وانكشف مدى التخادم الحوثي -الإخواني في ارتكابها، سيظل ذلك الحدث يوما مشؤوما في ذاكرة اليمنيين صنعه الظلاميون الآتون من رحم حركات كهنوتية تلبست الدين لتجره إلى مصالحها وتسخره في خدمة أطماعها، حيث لا أسوأ ولا أقبح من جماعات الدين حين تضطلع في أمور السياسة. 
لم يكابد اليمنيون طيلة تاريخهم مثلما كابدوه وتكبدوه على يد تلك الجماعات التي لم تسعَ يوما إلا لتخريب وطنهم وتدمير ما بناه الوطنيون وشيدته سواعدهم التي رضعت حب الوطن وبذلت عرقها ودمها لتروي التراب اليمني فيزهر آمالاً واعدة.
ومثلما انتصروا في ثورة سبتمبر الخالدة على قرون من الكهنوت المتمثل في الإمامة، وسحقوا ودكوا عروش البغي والطغيان، سينتصر اليمنيون مرة أخرى على تلك الشرذمة الدخيلة ويقتلعون جذورها قاذفين بها في مزبلة التاريخ، منتصرين لشهدائهم الذين بذلوا دماءهم رخيصة من أجل هذا الوطن وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح.