Image

مَن وراء إخفاق الشرعية والتحالف في إرسال الحوثي إلى أبعد من كهوف مران؟

تركت الأمم المتحدة تنفيذ قرارتها الدولية جانبا، وتفرغت لقضايا جانبية لا تخدم اليمن التي تقع تحت طائلة الانقلاب الحوثي منذ أكثر من سبع سنوات.
 
عندما أصدرت الأمم المتحده أول قرار دولي، اعتُبر ذلك انتصارا للشرعية التي هللت وزادت كبّرت، ولم تدرك أنها وقعت في خديعة دولية الهدف منها إطالة الحرب.
 
في قراءة أولية للقرارات الدولية، يمكن إدراك حجم المؤامرة التي لم ترها الشرعية نتيجة الغشاوة في عينها، والطُّعم الكبير الذي ألقته الأمم المتحدة إليها في قرار مضمونه لصالح الشرعية، بينما هو يحمل تعقيدات عدة وإشكالية جعلت الحرب في اليمن تطول سنوات، رغم تحديد نهاياتها بثلاثين يوما، حسب تصريحات السعودية حينما أطلقت عاصفة الحزم، لتمتد إلى عاصفة الأمل وغيرها من التسميات التي كان حصيلتها بعد ثمان سنوات استبعاد هادي من المشهد السياسي في حرب عنوانها استعادة شرعيته في القصر الجمهوري بصنعاء.
 
اليوم، الأمم المتحدة شغلها الشاغل ناقلة صافر  وجمع الأموال لصيانتها وكيفية إقناع الحوثي بفتح منافذ تعز، وما لحق التعليم من تهديد، بالإضافة إلى مخاطر الألغام وما ينتظر اليمن من مجاعة، ومراقبة تنفيذ اتفاق ستوكهولم في الحديدة. وكلها قضايا يمكن حلها بمجرد إنهاء الانقلاب. فالأمم المتحدة تنشغل بأكثر من قضية ثانوية وتترك القضية الأساسية المتمثلة في إنهاء الحرب. وبالتالي فإن اليمن مقبل على مزيد من الاحتراب والتدمير والتقسيم، وسوف يكون الحوثي واحدا من ضمن اللاعبين في حرب ضد طرف غير منسجم اسمه الشرعية، كل لاعب فيه يحمل هدفا مستقلا ولا يضع التحرير وإنهاء تمرد الحوثي والعودة إلى يمن آمن ومستقر ضمن أولوياته. 
 
اليوم، وبعد أن دخلت الحرب اليمنية عامها الثامن، لم يعد بمقدور الشرعية الحديث عن حسم عسكري، بعد أن خسرت مساحات من الأرض أصبح انتزاعها من تحت أقدام الحوثي أمرا صعبا؛ حيث لم تستطع الحفاظ عليها في تقوية مسارها التفاوضي إذا ما توصل الطرفان إلى إنهاء الحرب والدخول في مفاوضات سلام.
 
إن الشرعية، وهي بهذا الوهن، لم تعد كفتها راجحة على المستوى العسكري. وهذا يعود إلى أن الأمم المتحدة ومبعوثيها الدوليين عملوا في بادئ الأمر على تمكين الحوثي من دخول صنعاء وحمايته من أي عمل عسكري يكسر شوكته. 
 
لذا يرى سياسيون أن دور الأمم المتحدة ومبعوثيها مشبوه يتماهى مع الحوثي في تمكين المشروع الفارسي من اليمن كخنجر في خصر الخليج .
 
والواقع يقول إن كل تحركات المبعوثين  حملت هدفا وحيدا هو تقوية المليشيا وإضعاف الشرعية التي مورس ضدها ضغوطات عدة أوقفت على إثرها معارك مصيرية كانت قادرة على إرسال الحوثي إلى أبعد من كهوف مران.