Image

كوريا الجنوبية تفرض عقوبات جديدة على «الشمالية» لأول مرة منذ 5 سنوات

أعلنت كوريا الجنوبية، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستياً قصير المدى صوب البحر قبالة ساحلها الشرقي أمس، وقررت فرض عقوبات جديدة على أفراد ومؤسسات كورية شمالية مرتبطة بالبرامج الصاروخية والنووية لبيونغ يانغ، وذلك للمرة الأولى من نوعها خلال خمس سنوات.

وتفصيلاً، كشف جيش كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً قصير المدى صوب البحر قبالة ساحلها الشرقي أمس، وهو الأحدث في سلسلة عمليات إطلاق من الدولة المسلحة نووياً.

وقال الجيش الكوري الجنوبي في وقت سابق إنه دفع بطائرات مقاتلة رداً على تحليق مجموعة مؤلفة من نحو 10 مقاتلات من كوريا الشمالية قرب حدود البلدين، وإن كوريا الشمالية أطلقت نحو 170 قذيفة مدفعية قبالة سواحلها الشرقية والغربية، وسط تصاعد للتوتر بسبب التجارب الصاروخية المتكررة التي تجريها بيونغ يانغ.

وندد مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية بكوريا الشمالية لتصعيدها التوتر، ووصف تحركاتها بأنها انتهاك لاتفاق عسكري ثنائي يرجع إلى عام 2018 ويحظر «الأعمال العدائية» في المنطقة الحدودية.

وقالت كوريا الجنوبية إنها قررت فرض عقوباتها الخاصة على 15 فرداً كورياً شمالياً و16 مؤسسة مرتبطة بالبرامج الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية، وذلك لأول مرة منذ خمس سنوات.

ومن بين الأشخاص المدرجين حديثاً على القائمة السوداء مسؤولون في شركات الشحن والمنظمات ذات الصلة بالبرامج الصاروخية لكوريا الشمالية، فضلاً عن أولئك المتورطين في شراء إمدادات أسلحة الدمار الشامل، بحسب ما أوردته وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.

وهذه هي المرة الأولى من نوعها التي تفرض فيها الحكومة الكورية الجنوبية عقوباتها بشكل منفرد ضد كوريين شماليين ومؤسسات، منذ فرضت الحكومة السابقة في البلاد عقوباتها الخاصة على 12 فرداً كورياً شمالياً و20 مؤسسة في ديسمبر عام 2017.

وأصدرت هيئة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية تحذيراً لكوريا الشمالية طالبت فيه بالتوقف عن الاستفزازات وعدم تصعيد التوتر.

وقال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول للصحافيين إن بيونغ يانغ «تقوم باستفزازات بشكل عشوائي»، متعهداً باتخاذ «إجراءات مضادة صارمة».

وأضاف يون «نعد تجهيزاتنا ضد استفزازات كوريا الشمالية دون ترك أي ثغرات، ببذل قصارى جهدنا»، مؤكداً أن مثل هذه الاستفزازات العملية ستتبعها هجمات نفسية تهدف إلى إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية بالقوة.

وتابع «من أجل أمننا، من المهم أكثر من أي شيء أن يكون لدينا وعي قوي بالعدو والتزام قوي بالدفاع عن الدستور من خلال دعم ديمقراطيتنا الليبرالية».

وأضاف الرئيس الكوري الجنوبي إن القصف المدفعي لكوريا الشمالية يشكل انتهاكاً للاتفاقية العسكرية الشاملة لعام 2018، التي تدعو إلى وقف جميع الأنشطة العسكرية العدائية بين الكوريتين.

وقال «نحن نبحث في كل شيء واحداً تلو الآخر». لكن من الصحيح أن ذلك يعد انتهاكاً لاتفاق 19 سبتمبر العسكري.

وذكر بيان لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية نقلاً عن الجيش الكوري الشمالي أنه اتخذ إجراءات عسكرية مضادة قوية، بعد تدريبات إطلاق نيران للمدفعية من جانب كوريا الجنوبية الخميس.

وقال مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية إن إطلاق نيران المدفعية كان تدريباً اعتيادياً ومشروعاً.

جاءت تلك الأحداث في أعقاب تقرير للوكالة أول من أمس، ذكر أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أشرف على إطلاق صاروخين كروز استراتيجيين طويلي المدى، ووصفت ذلك بأنه اختبار لتأكيد جدارة أسلحة ذات قدرات نووية تم نشرها في وحدات عسكرية.

وقالت القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي إنها على علم بأحدث إطلاق صاروخي وإن تقييمها هو أنه «لا يشكل تهديداً مباشراً للأفراد أو الأراضي الأميركية أو لحلفائنا».

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو إن تجارب كوريا الشمالية المتكررة الصاروخية «غير مقبولة على الإطلاق» وإن بلاده ستعزز بشدة دفاعاتها.

وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إن إطلاق الصاروخ الباليستي تم نحو الساعة 01:49 بالتوقيت المحلي (14:49 بتوقيت غرينتش يوم الخميس) من منطقة سونان قرب العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ. وهذا هو الإطلاق رقم 41 على الأقل لصاروخ باليستي من كوريا الشمالية هذا العام.

وذكرت هيئة الأركان أنه تم رصد طائرات كوريا الشمالية على بعد نحو 25 كيلومتراً شمالي خط ترسيم الحدود العسكرية في المنطقة الوسطى من منطقة الحدود الكورية ونحو 12 كيلومتراً شمالي خط ترسيم الحدود العسكري.

وقالت إن القوات الجوية لكوريا الجنوبية «نفذت طلعة جوية طارئة بقواتها المتفوقة، ومن بينها الطائرات إف-35 إيه، والتزمت بوضعية الرد، بينما قامت بمناورة للرد متناسبة مع تحليق طائرات عسكرية كورية شمالية».

وأضافت أن الجيش الكوري الجنوبي سيجري تدريباته الدفاعية السنوية ابتداء من الأسبوع المقبل، بما يشمل تدريبات ميدانية سيتم محاكاتها لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية. واتهمت هيئة الأركان العامة للجيش الكوري الشمالي الجنوب بالقيام بتصرف استفزازي بإطلاق نيران المدفعية التي استمرت قرابة 10 ساعات.

وأثار التوتر المشتعل المخاوف في كوريا الجنوبية من استفزاز محتمل من قبل كوريا الشمالية.

ووصفت كوريا الشمالية أحدث سلسلة من تجاربها الصاروخية، بما في ذلك صاروخ باليستي متوسط المدى حلق فوق اليابان الأسبوع الماضي، بأنه استعراض للقوة في مواجهة التدريبات العسكرية الكورية الجنوبية والأميركية التي شملت حاملة طائرات.