أكذوبة الاتحادات والمنظمات العربية والدولية

09:12 2022/11/05

في المرحلة الابتدائية من تعليمنا كنا ندرس في كتب التربية الوطنية دروس متميزة عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان ومجلس الأمن وغيرها الكثير والكثير من هذه المسميات القائمة على الرابطة القومية أو الدينية أو الإنسانية والتي رسمنا وحفظنا أهدافها النظرية العادلة في عقولنا منذ الطفولة
 
ولكننا وللأسف الشديد بعد أن كبرنا وعشنا وشاهدنا العديد من القضايا والمشاكل والصراعات المحلية والعربية والإقليمية والدولية لم نجد تلك الأهداف والقيم والمبادئ الخيرة والإنسانية على الطبيعة وتيقنا بأنها لم تكن سوى أكذوبة وعبارات ونصوص مكتوبة بحبر على ورق الهدف منها المتاجرة بالأوطان والشعوب...
 
فها هو الشعب اليمني يعيش عامه الثامن في أسوأ حرب كارثية شهدتها البلاد منذ أن خلقها الله في الوجود وعلى الرغم من  كل المآسي والظروف التي يموت فيها الشعب اليمني قتلاً وفقراً وجوعاً ويزداد فيها الوطن هلاكاً وخراباً ودماراً فإننا لم نجد للمنظمات والاتحادات العربية والإسلامية والأممية بداية بالجامعة العربية ونهاية بمجلس الأمن والأمم المتحدة أي حضور إيجابي أو أي نوايا صادقة ومحاولات حقيقة لإنهاء الحرب أو لتخفيف ما نتج عنه من مآس إنسانية وإنما نجدهم يتعاملون مع قضيتنا الكارثية بكل بروده ويتخذون مَوَاقِف مناقضة لأهداف ومبادئ وقيم منظماتهم التي تدعي الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة ومساعدة البلدان المنكوبة والمازومة...
 
والحقيقة المرة أن قيادة أطراف الصراع وقيادة الأحزاب السياسية والجماعات الدينية المحلية إلا من رحم الله ما هم إلا تجار حروب لا يبحثون إلا على مصالحهم ويعملون لمصلحة أطراف ودول عربية وإقليمية وأن هذه الأطراف والدول العربية والإقليمية لا تبحث إلا عن مصالحها وتعمل لمصلحة أقطاب عالمية وأن كل المنظمات والمجالس والاتحادات بمختلف مستوياتها ما هي إلا أدوات ووسائل لتنفيذ سياسات وأهداف تجار الحروب في كل تلك المستويات
وهم جميعاً يتكسبون ويعيشون من دمار وخراب الأوطان ومن دماء وجروح ومعاناة الشعوب...