Image

مظاهرات حاشدة في شنغهاي ضد قيود كورونا والقيادة الصينية

تشهد مدينة شنغهاي الصينية منذ فجر الأحد (نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)، احتجاجات كبيرة، على إجراءات الإغلاق الصارمة التي تطبقها السلطات فيإطار سياسة "صفر كوفيد" في البلاد منذ نحو ثلاث سنوات، وفقاً لما ذكره شهود عيّان. وبعد ذلك بساعات قليلة ظهرت تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي لمظاهرات موازية يشارك فيها المئات في جامعة تسينغهوا في العاصمة بكين.

وانفجرت المظاهرات عضباََ بسبب حريق أسفر عن مقتل عشرة أشخاص يوم الخميس الماضي في مبنى شاهق في أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ. ويُعتقد أن السكان لم يتمكنوا من الهروب من المبنى الشاهق في الوقت المناسب لأنه كان مغلقاً جزئياًّ وأن إجراءات كورونا أعاقت عملية الإسعاف وهو ما نفاه المسؤولون.

"شي" إرحل؟

وطبقا لشهود ومقاطع مصورة في مكان حددت وكالة فرانس برس موقعه الجغرافي في شارع ولوموكي في وسط شنغهاي،  فقد بدأت مجموعة كبيرة من الناس في إحدى المراحل في الهتاف "يسقط الحزب الشيوعي الصيني ويسقط شي جين بينغ والحرية لأورومتشي"، في احتجاج علني نادر ضد القيادة الصينية، سط محاولات من الشرطة لفضّ التجمع.

وفي مقطع فيديو آخر نقله شاهد عيان إلى فرانس برس، يظهر أشخاص وهم يتجمعون في وسط شنغهاي لتكريم عشرة أشخاص قتلوا في حريق في أورومتشي في شينجيانغ (غرب الصين). ويتناقل رواد الانترنت منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي في الصين تؤكد أن إجراءات مكافحة كوفيد أدت إلى تفاقم المأساة لأنها أبطأت وصول المساعدة.

ويثت الكاتبة والحقوقية الصنية جينفر زانغ على حسابها في تويتر، مقطع فيديو لمظاهرات في شانغهاي وشعارات رفعت "ضد الحكومة" و"الدكتاتورية" في الصين.

وذكرت منشورات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي أن وقفات احتجاجية نظمت لإحياء ذكرى ضحايا أورومتشي في عدد من الجامعات في جميع أنحاء البلاد.

وصرح شخص شارك في واحد من التجمعات الاحتجاجية في شنغهاي لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته إنه وصل حوالي الساعة الثانية صباحا إلى التجمع. وقال هذا الشاهد إن "مجموعة من الأشخاص الحزينين وضعوا وروداً على الرصيف بينما كانت مجموعة أخرى تردد هتافات". وأضاف أن "بعض الصدامات المحدودة وقعت لكن بشكل عام تصرفت الشرطة بتحضر"، موضحا أن "الشرطة اقتادت شخصين لأسباب مجهولة".

تقييد الإنترنت

ولم تتأخر الشرطة في فرض قيود على المناقشات عبر الإنترنت حول التظاهرة. فقد حظرت وسم "طريق أورومتشي" على منصة "ويبو" الشبيهة بموقع تويتر للرسائل القصيرة في الصين، بعيد نشر صور التجمعات.

وتثير السياسة الصارمة لمكافحة وباء كوفيد-19 استياء متزايدا في الصين. وجرت تظاهرات متفرقة تخللت بعضها أعمال عنف في عدد من المدن في الأيام الأخيرة، بما في ذلك فيأكبر مصنع لهواتف آيفون في العالم يقع في وسط مدينة تشنغتشو وتملكه شركة "فوكسكون" التايوانية العملاقة.

وعلى الرغم من توفر اللقاحات وخلافا للدول الأخرى في العالم، ما زالت الصين تفرض إجراءات عزل فور ظهور إصابات بما فيها حجر على الذين تثبت إصابتهم بالمرض في مراكز، واختبارات "بي سي آر" شبه يومية للدخول إلى الأماكن العامة.

وفي الوقت الذي كانت فيه مجموعة كبيرة من أفراد الشرطة تتابع الوضع في تظاهرة شنغهاي رفع الحشد أوراقا بيضاء كرمز للاحتجاج على الرقابة. وطبقا لمقطع مصور جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بدأ هذا الحشد في الهتاف فيما بعد "ارفعوا الإغلاق في أورومتشي (عاصمة إقليم شينجيانغ) وارفعو الإغلاق في شينجيانغ وارفعوا الإغلاق في جميع أنحاء الصين".

وتدافع الصين عن سياسة الرئيس شي جين بينغ الخاصة بصفر كوفيد قائلة إن هدفها إنقاذ الأرواح، كما أنها ضرورية لعدم الضغط على نظام الرعاية الصحية. وتعهد المسؤولون بالاستمرار في انتهاج هذه السياسة على الرغم من المعارضة الشعبية المتصاعدة وتزايد الخسائر في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.