الخوف عدو يهلك حياة اليمنيين

01:55 2022/12/05

أثبتت الحرب الحالية بأن الغالبية العظمى من اليمنيين جبناء ومصابون بمرض الخوف والهلع ولا يتجرءون على انتقاد الظلم أو التلويح بالإشارة نحو الباطل أو نحو أعلام الفساد والإجرام من قادة أطراف الصراع ورموز الأحزاب والجماعات.
 
فخلال هذه السنوات سقطت البلاد إلى مستنقع الحرب والصراعات ودمرت المقدرات وانتهكت السيادة والحريات ونهبت الحقوق والممتلكات وتقسمت البلاد إلى إمارات وسلطنات ومع هذا كلها ظل المواطن الجبان الساكن في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية صامتاً لا يتجرأ أن يتكلم ببعض الكلمات أو العبارات ويتهم الجماعة الحوثية بإغراق البلاد بالفساد والخراب والدمار ونشر الفقر والجهل والخزعبلات والخرافات.
 
وظل المواطن الخائف على نفسة الساكن في مناطق سيطرة السلطة المحلية بمدينة تعز ساكتاً عن الحق وغير قادر على اتهام قيادة هذه السلطة وأجهزتها الأمنية والعسكرية بالعجز والفشل وتغذية الصراعات وبتدمير النظام ونشر الفوضى والعبث والمنكرات.
 
وفي نفس الوقت ظل المواطن الضعيف الساكن في مناطق سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي صامتاً وغير قادر على مجاهرة قيادة المجلس بأخطائه ومصارحته بما يقوم به من سلبيات وتجاوزات وبعدم قدرته على التعامل بنظام الدولة وممارسة أداء السلطات وبعدم قبوله على التخلي عن أهدافه التشطيرية التي لا تتلاءم مع الظروف الزمانية والمكانية التي يمر بها الوطن المنكوب والممتلئ بالكوارث والنكسات والعثرات.
 
إن من أغرب الأمور التي تحدث في هذا الوطن الجريح أن تنتشر الفتن وتزداد النكبات والمناكفات وتنمو النعرات والاختلافات وتتمزق الأحزاب والمكونات ويتعاظم الغلاء والفساد والإجرام بمختلف المستويات ومع هذا يظل المواطن الجبان حبيسا سجون الخوف ومقيداً بسلاسل الظلم ويعيش حياة الماسي والفقر والخوف والظلمات.
 
إن المواطن المغلوب على امره الذي بعيش هذه الحياة المليئة بالضعف والهوان يظن بان الخوف سوف ينجيه من الموت وسيمنع عنه الأداء والعقوبات ولا يعلم بأن الخوف لن يمنع عنه إلا الحياة ولم يعق إلا سبل النجاة وأنه سيهلك بقية حياته كما هلك ما مر من السنوات.
 
ولذا يجب علينا جميعاً أن نخلع ثياب الخوف ونتحلى بالقوة والشجاعة وأن نواجهه قيادات الموت والهلاك والإجرام بفسادها ونوجه لها الاتهام بالتسبب فيما نحن فيه من نكسات
ونصفها بما تستحقه فهي ٱ فاه في تاريخ هذا الوطن ولعنه سيسجلها التاريخ بأردأ وأسوأ الصفحات.