المُرجِفُون إلى النسيان

04:17 2022/12/08

بلغ السيل الزبى وطفح الكيل حتى لم يبق في قوس الصبر منزع  باستباحة الدماء المحرمة، وقتل الأنفس المعصومة إتباعاً للظن والهوى, وطحنت الأجساد اليمنية تحت آلة القتل بسبب أو من دون سبب، فاحت رائحة الدم هنا وهناك, وتقطعت الأجساد أشلاء, جُثث تراكمت فوق بعضها وكأن النيران ابتلعتها مرة واحدة, جُثث متفحمة, وأشلاء متناثرة, وتناسلت المآسي الإنسانية وتفاقمت قسوة الألم والمعاناة. مشاهد مروعة تنفطر لها القلوب وتقشعر لها الأبدان, حتى أصابتنا غصة في الحلوق شهدت بها كل المدن اليمنية .

أشعلوها حربا على أحزان هذا الشعب .. أشعلوها حرباً بانقلابهم على شرعية الوطن .. أشعلوها حربا وأزهقوا أرواح اليمنيين ..ضربوا بيننا وبينهم سور من الدماء وتناسوا إن اليمن أمانة في أعناقنا جميعاً.. تناسوا إن اليمنيين لن يرجعوا كفارا ًيُضرب بعضهم رقاب بعض.. يأبى ذلك تاريخهم.. تأباه جغرافيتهم.. يأباه قبل هذا وذاك دينهم..

رعونة واستهانة واسترخاص بأرواح جنود وصف وضباط الجيش الوطني وبـأعذار واهية لا تسمن ولا تغني من جوع, أعذار كانت ولا زالت تفصل وتخيط على حسب أمزجة اللاعبون الدوليون وصغار القوم من بني جلدتنا الذين يحلمون أن يكون لهم شان في عالم الكبار ولو على حساب الشعوب المستضعفة .

لن تجد تفسيراً منطقياً لكل هذا التدمير والقتل والإبادة المنظمة والمبرمجة والعبث, لأنه ببساطة شديد من أتمنتهم على وطنك هم من يقتلونك ويستبيحون دمائك المعصومة, أما البقية الباقية فهم صامتون صمت القبور .

ثقوا إننا لن نعود إلى الصفر مهما طال الزمن ,سنلفظُكم يا أدعياء الفئوية والمناطقية والعصبية .. مهما كنتوا .. واياً ما كنتوا .. وستذهبون إلى مزبلة التاريخ وستسير القافلة الى بر الأمان والمرجفون إلى النسيان .

أخيراً أقول ... اللهم نحن عبادك أهل اليمن أصابنا الحزن والهم، نشكو إليك حالنا وضعفنا، ونبث إليك دموعنا، لا ملجاء لنا ولا منجا منك إلا إليك, احقن الدماء واحفظ الأرواح، اكفنا شر الأشرار، وكل من كان سبباً فيما أصابنا من قريب أو بعيد، جعلناك حسيبنا عليهم، أكفناهم بما شئت وكيف شئت يا أرحم الراحمين, والله من وراء القصد .