التحالف و فرصة الطلقة الأخيرة

08:15 2022/12/12

مرت ثمانية أشهر واقترب على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي العام وقد عول عليه الكثير في حل العديد من المعضلات وتجاوز إخفاقات وسلبيات الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي؛ إلا أن الخلف لا يقل عن السلف بكل ما تعنيه الكلمة. مجلس من ثمانية لم يستطع تحقيق أي هدف يلبي طموحات وآمال الشعب اليمني، بل وخيب آمال من قام بتشكيله.
 
يعلم القاصي والداني أن التحالف جاء من أجل مساعدة الشرعية في القضاء على الحركة الحوثية وقدم الإمكانيات الكبيرة في مختلف المجالات والاصعدة، إلا أن الفشل صاحب تلك القيادات التي جمدت العملية السياسية بسوء إدارتها التي جعلت الحاضنة الشعبية ومن ورائها القبائل تفقد الثقة فيها، بعد أن كانت ثمتل مفتاح النصر على عصابة الحوثي الارهابية والاعجب هو فشل مجلس القيادة الرئاسي في احتواء المكونات السياسية والنخب اليمنية التى كانت يمكن أن تشكل غطاء سياسيا كبيرا لهم بسبب عدم انحيازهم في القرارات والتوجيهات لإرادة الشعب. 
 
هذه الأدوات التى راهن عليها البعض أثبتت خلال الثمان سنوات أنها لا تعرف اليمن وقبائلها وتشعباتها وكيفية التخاطب والتعامل معها. لذا نجد هذا الكم الهائل من الأزمات هنا وهناك. ولذا سقط مجلس القيادة الرئاسي في القدرة على إدارة الأزمة وفق الخصوصية اليمنية.
 
الحقيقة المرة التي ندركها هي أن التحالف وجد نفسه وحيدا يتعامل مع أشبه بالمليشيات، همها مصلحتها الشخصية على حساب تحرير الوطن؛ الأمر الذي دفعه للبحث عن نصر سياسي، بعد أن يئس من هذه الأدوات من كثرة فضائح فسادها. 
 
فهذه الأدوات عززت من سيطرة الحوثي على الأرض رغم رفض الأرض والشعب له، وجعلته يفرض إرادته على المجتمع الدولي ويتعنت في القبول بالهدنة الأممية أو رفضها ويطلق التهديدات، بعد أن كان يتوسلها إثر كل نصر عسكري للقوات الحكومية، وذلك لأن هذه الأدوات في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة تفرغوا لتقاسم الفساد وتهريب النفط والمنح الدراسية والتعيينات الأسرية في السفارات اليمنية. 
 
لا شك أن استمرار هذه الأدوات الفاسدة جعلها تشكل لوبيا لحماية الفساد لطول بقائها، وأصبح الفساد وجهة نظر لديهم. فهي من ساهمت، إلى جانب مليشيات الحوثي، في تدمير اليمن على كافة المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وحولت اليمن إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف؛ وذلك لأن  هذه الأدوات رغم الثمان سنوات ظلت حبيسة أفكارها ورؤيتها ولطول زمن بقائهم اصبحوا يتعاملون مع اليمنيين أنهم موظفون لديهم وبشكل متعال ومتعجرف. 
 
الحقيقة المسلم بها أن الشرعية من رأسها إلى ساسها، ودون استثناء، غارقة في الفساد. 
الحقيقة الثابتة أن المعركة ضد الحوثي والفشل في القضاء عليه لم يكن سببه نقص الإمكانيات المادية أو البشرية أو الأسلحة، كما يحاول البعض أن يسوق لتلك المزاعم، ولكن السبب سوء إدارة الأدوات المستخدمة للحرب والدولة وفسادها.
 
التحالف قدم الكثير والكثير ومازالت الفرصة الأخيرة أمامه أو الطلقة الأخيرة، وهي تغيير الأدوات القديمة والتحالف والشراكة مع نخبة اليمن الوطنية، لأن الأدوات المستخدمة حاليا أوصلت الشارع اليمني لأن يقول إن أولاد الفقراء يذهبون للجبهات وأبناء المسؤولين للبعثات والمنح والأموال لارصدة المسؤولين في الخارج، فلماذا نقاتل؟ 
 
المشكلة ليست أن الحوثي قوي نهائيا، ولكن أعضاء حكومة معين يتنفسون الفساد ويتنافسون على الثراء وشراء العقارات، كما كانت آخرها فضيحة وزير التعليم العالي في توزيع المنح لكل أعضاء حزبه. هذا غير الفساد الأكبر في وزارة الخارجية وفي نهب الايرادات العامة والجيش والأمن لثمان سنوات. 
 
ولذا نقول: لا يمكن هزيمة الحوثي في ظل هذه الأدوات الضعيفة الفاسدة التي وجدت من المنصب وسيلة للإثراء والنهب على حساب الوطن الجريح. ونأمل من التحالف تغيير الأدوات من أجل النصر العسكري قبل السياسي على إيران وأذرعها في اليمن والوطن العربي.
 
المقال هذا يعبر عن رأي الشخصي و ليش بالضرورة عن سياسة الموقع