Image

"تشكيك من صنعاء".. لا يمكن إيجاد توافق بين السعودية و"نظام التفاهة"

شككت مصادر برلمانية في العاصمة صنعاء بما يدور الحديث حول وجود انفراجه في المشاورات التي تجري في سلطنة عمان بين وفد مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من إيران، وآخر من السعودية والحكومة اليمنية، برعاية الأمم المتحدة.
 
وذكر النائب في برلمان صنعاء الخاضعة لسلطة الحوثيين، أحمد سيف حاشد، في منشورات له على "فيسبوك"، بأن ما سماها "مزاعم سلطة صنعاء"، حول وجود اتفاق مرتقب مع الجانب السعودي، لا يتقبلها عقل، قائلا: "خذوها بالعقل والمنطق".
 
وتابع: "خذوها بالعقل والمنطق.. كيان سياسي مؤدلج في خاصرة المملكة، ويريد منها السماح بتدفق المال إليه، لاستخدامه في تنفيذ المدونة التي سوف تستخدم الوظيفة العامة لخدمة أجندة الجماعة ومشاريعها المستقبلية، بل ودعم أيديولوجيتها وعقيدتها التعبوية والقتالية، أقل ما يقال بصدده أنه صعب التنفيذ، أو أنه لن يستمر إن تم الشروع في تنفيذه".
 
"خلافات في مسقط"
وتأتي منشورات "حاشد" مع أنباء عن وجود خلافات بين الجانب العماني والمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، حول بند صرف الرواتب الذي يتم الحديث عنه بكثرة، حيث يصر المبعوث صرفها وفق كشوفات 2014، وفقا لرؤية الحكومة اليمنية والتحالف، فيما تصر المليشيات وبدعم الوسطاء العمانيين على صرفها شاملة مقاتلي الحوثيين وعناصرهم التي تم إضافتها للقاعدة الوظيفية عقب انقلابها.
 
ويواصل النائب "حاشد" الحديث بهذا الصدد قائلا: "لا يُعقل أن تدعم المملكة كياناً تراه خنجراً في خاصرتها، مهما كان برجماتيا أو نفعيا، طالما هو محكوم في نهاية المطاف بأيديولوجيته، وبعقيدة القتالية اللتين تقفان على الضد منها".
 
وأضاف: "ما يحدث هو سياسة تستهدف نهب ما أمكن من الوقت، لينتهي هذا الكيان بأزماته الداخلية بالرهان على الوقت، أو بمستجدات خارجية تساعد على قلب المعادلة الراهنة لصالحها".
ووفقا لحاشد فإن "ما يدلل على سياسة نهب الوقت من جماعة سلطة صنعاء أن ما تم تحقيقه خلال قرابة العام على الصعيد الإنساني لا يستحق الذكر، إن لم يكن مدعاة للخجل، وفي المقابل لم تطرأ أي انفراجه حقيقية على معيشة المواطنين، بل ما زال المواطن يغرق في معاناته اليومية دون أمل".
 
"مزاعم الانفراج"
ويتحدث "حاشد" حول هذه المزاعم قائلا: "ما يتم بعثه من مزاعم الانفراجات يتضح لاحقاً زيفها أو عدم جديتها، وتنتهي إلى مزيد من اليأس والإحباط والعبث بالوقت، وحتى مزاعم انفراجات الرواتب وغيرها، في حال صحتها تظل متواضعة جداً، وتعبر عن إخفاق أكثر من تعبيرها عن انتصار أو نجاح".
 
"كل ما هو إنساني"
وفي هذا الصدد يرى البرلماني حاشد بأنه "إذا كان المفترض أن يتم إنجاز كلّ ما هو إنساني خلال أول هدنة، وجدنا أنفسنا على مشارف عام آخر دون إنجاز، وما هو عالق ظل أكبر، ويحتاج على هذا الإيقاع البطيئ سنوات طوالا، فما بالنا بغيره".
 
"الشياطين في التفاصيل"
وتحدث النائب حاشد حول موضوع صرف المرتبات قائلا: "في موضوع المرتبات حتى وإن نجحت ابتداء بانتزاعها، فربما لا تنجح في استمرارها، فالتفاصيل كثيرة، والشياطين في التفاصيل أكثر، وكل تفصيل بإمكانه في أي وقت أن يتحول إلى عقبة تتيح التنصل من دفعها، وزائد عليها بإمكان تحويل كل مستجد إلى طارئ يحول دون دفعها، ويوم الدولة بسنة، وقس عليها". 
وأكد حاشد أن "الابتزاز السياسي عليك أن تتوقعه في كل حين".
 
"ما الذي يحدث؟"
ما يحدث وفقا للنائب حاشد هو: "تفاهمات.. مشاورات.. محادثات.. مفاوضات؟!! في كل حال حتى الآن لا نتائج ملموسة، بل نجده في الغالب مزيداً من التخدير للشعب، ونهب الوقت، لتكريس الأمر الواقع واستمرار التمزيق، واستمرار معاناة المواطنين إن لم يكن زيادتها. والمخيف أن يكون خازوقا آخر يجري استدراجنا إليه".
 
ويتابع: "إذا كانت أطراف الحرب مازالت تراوح في مشاورات تسير سير السلحفاة دون وجود أي نتائج تستحق الذكر، رغم مرور قرابة العام من إعلان أول هدنة، ولم نعد بعد إلى مرحلة المفاوضات رغم اغتصاب هذا الاصطلاح، وأكثر منه غياب أي نتائج مهمة على الصعيد الإنساني، فما بالنا بغيرها من قضايا وطنية كبرى؟"
 
"تكتيك القديم"
وفي هذا المجال يقول حاشد: "ربما تظل تعتقد أن الوقت لصالحك يوطد دويلتك، ثم لتنطلق منها في حربك القادمة بنفس تكتيك القديم خلال حروبك الست الماضية، لتكبر وتتسع، غير أن هذا لم يعد وارداً في صراع الدول، والأهم ما تم فقدانه من سمعة وتقية وفقدان الحاضنة، وما ساد من انكشاف حد يجعلك محل عداوة لا محل ترحاب، ولم يعد الأمس كاليوم".
 
ويتابع: "التشدد الذي كانوا يبطنونه في الأمس، يظهرونه اليوم بفجاجة.. يريدون فرضه على ما طالت إليه سلطتهم، وفرض وعيهم وأحاديتهم على تنوع ثقافة شعبنا، وعلى اسلوب حياتنا.. فيما النساء الجائعات اللاتي يفترض إطعامهن ولا كأنهم معنيون بهن".
 
" تحقق أهداف الحرب"
ويرى بأن أهداف الحرب تتحقق قائلا: "يبدو أن أهداف الحرب باتت تتشكل وتتحقق تباعاً، غير أن الجديد سيكون اتفاق جميع أطراف الحرب عليها، باستثناء شعبنا وأجياله، التي عليها أن تدفع الكلفة الأكثر فداحة من وحدتها ومستقبلها ومصالح اليمن العليا، وربما في لحظة سنجد جميع أطراف الحرب دون استثناء ستعلن انتصارها في هذه الحرب، فيما الحقيقة تقول: الخسارة "كانت هنا يمن".
 
"نظام التفاهة"
وفي هذا الصدد يقول: "إذا كان كتاب نظام التفاهة تدور فكرته بأننا نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة ساد فيها نظام أدّى إلى سيطرة التافهين على جميع المفاصل في نموذج الدولة الحديثة؛ فماذا سيقول علينا صاحبه، نحن الذين بتنا بلا دولة، وبسلطات تكتظ ليس فقط بالتافهين، ولكن أيضا بالفاسدين وأمراء الحرب والعصابات؟!".