Image

علاج رابع شخص في العالم من الإيدز بزرع الخلايا الجذعية.. فما السر؟

بعد عملية زرع خلايا جذعية خاصة من دم الحبل السري، شفيت مريضة من نيويورك من مرضين عضال هما سرطان الدم و نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وفق ما نشره علماء أميركيون في مجلة "سيل" المتخصصة. وهذا هو أول علاج ناجح لامرأة غير بيضاء مصابة بالإيدز. فقد عرف العالم، حتى الآن، ثلاث حالات شفاء من فيروس نقص المناعة البشرية: حيث خضع ثلاثة مرضى  في برلين ودوسلدورف الألمانيتين  ولندن البريطانية لعملية زرع خلايا جذعية خاصة بسبب سرطان موازٍ.

وتتميز هذه الخلايا الجذعية بأن لديها طفرة جينية محددة تسمى CCR5Δ32. تضمن هذه الطفرة عدم وجود موقع لرسو  فيروس نقص المناعة البشرية  على الخلايا المناعية. وبدون موقع لرسوه، لا يمكن للفيروس أن يجد بوابة دخول ولا يمكن أن يصيب الخلايا، مما يجعل الخلايا الحاملة للطفرة مقاومة تقريبًا لمسببات الأمراض.

ووفقًا للمشرفة على الفريق البحثي، إيفون برايسون، فإن  هذه الطفرة الجينية في الخلايا الجذعية غير متوفرة سوى لحوالي واحد بالمائة من السكان البيض، والطفرة أكثر ندرة في المجموعات الأخرى. وأوضحت برايسون، في مؤتمر صحفي حول الدراسة، أنه في حالة زرع الخلايا الجذعية، فإن التطابق الأكثر دقة بين المتبرع والمتلقي أمر بالغ الأهمية. "ومن النادر جدًا أن يجد الأشخاص

من مختلف ألوان البشرة أو الأعراق متبرعًا بالغًا مناسبًا بشكل كافٍ وغير قريب للمريض"، لذلك قرر الفريق زرع الخلايا الجذعية ذات الطفرة النادرة من دم الحبل السري إلى المريض غير الأبيض.

هذه الخلايا، التي تأتي من التبرعات الطوعية والتي يتم جمعها في بنوك الدم، لا تزال محدودة جدا وفي مرحلة مبكرة للغاية.

عملية زرع هذه الخلايا تشبه بحد ذاتها نقل الدم الذي يتم بعد العلاج الكيميائي والإشعاعي. وهكذا تم بنجاح  احتواء عدوى المريضة بفيروس الإيدز وسرطان الدم. وبعد 37 شهرًا من العملية، تم إيقاف الأدوية المضادة لفيروس الإيدز. وكشف الباحثون أن "المريضة في وضع جيد للغاية الآن، فهي تسافر وتزور أسرتها وتستمتع بحياتها".

وعلى الرغم من عدم إمكانية العثور على أي بقايا فيروسية لديها حتى الآن، إلا أن الأطباء حذرون ولا يريدون بعد التحدث عن علاج كامل. ويفضلون الانتظار بضع سنوات قبل إعلان الشفاء التام للمريضة.

وبعد هذه العملية يدعو فريق الأطباء إلى التوسع في إنشاء بنوك دم الحبل السري على نطاق واسع حول العالم، وتشجيع المتبرعين، ثم اختبار الدم المتبرع به هل يحوي طفرة CCR5Δ32.