الحوثي والسعودية.. نهاية الحرب أم هدنة؟!

03:09 2023/04/12

يرى مراقبون أن ما تقوم به السعودية حاليا في اليمن هو تخبط سياسي، أبرز معالمه تمكين عصابة الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، لحكم اليمن بعد ٨ سنوات من حربها على اليمنيين.
 
المعطيات الأولية، وفق المراقبين للشأن اليمني، تشير إلى أن ما تحاول السعودية القيام به في اليمن ليس له علاقة بالسياسة؛ إلا إذا كانت السياسة في مفهومها الحديث أن تظهر أمام خصمك ضعيفا تستجدي السلام مع عصابة لا تفهم سوى لغة القوة، بدلا من اتفاقها مع عصابة الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، وتمكينها على رقاب اليمنيين ومضاعفة معاناتهم بعد ٨ سنوات من الحرب التي شنتها هذه العصابة على اليمنيين وقتلهم وتشريدهم وتدمير مدنهم وقراهم. 
 
يتساءل الكثير من اليمنيين عن مصير البلد وفق التفاهمات الأخيرة، وعن مصير حلفاء السعودية، وأبرزها الحكومة اليمنية، عقب هذا الاتفاق. وهل ستقبل عصابة الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، التي تعتبر لنفسها الحق بالسلطة والولاية (وفق مفهومها) بشركاء لها في حكم اليمن؟ 
 
ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي تساءلوا عن هذه التفاهمات وعن نوعية العلاقة بين الحكومة وعصابة الحوثي، وفق الاتفاق السعودي الإيراني الأخير، قائلين: هل سيكون متعة على الطريقة الإيرانية؟
 
 أم مسيارا على الطريقة الخليجية؟
 
 أم أنه كاثوليكي مؤبد؟ 
 
وهذا غير متوقع حد قولهم، فيما ينتظر اليمنيون موعد اتفاق الرياض الجديد، والذي من المقرر إعلانه في ليلة القدر 27 رمضان، كي تكون الفرحة فرحتين (فرحة ليلة القدر وفرحة انتصار الملكية وعودتها لحكم اليمن).
 
ماذا بعد أن دُمر اليمن وشرد أبناؤه في حرب أُوهِمَ فيها اليمنيون بأنها سوف تقودهم إلى النصر المبين في استعادة القصر الجمهوري من الانقلابيين والقضاء على المشروع الفارسي في اليمن، باعتباره خنجرا في خاصرة المملكة؟ 
 
شعارات هتف وتغنى بها من قالوا إنهم جاؤوا إلينا منقذين على مدى ثمان سنوات بالانتصارات الكاذبة، وفي نهاية المطاف أرادت السعودية لنفسها الخروج غير المشرف في معركة قادتها، وهي تمسك بأدوات الفشل دون أي انتصار يذكر. 
 
ووسط هذا الخراب، يخرج الحوثي ممسكا بيده كل أدوات اللعبة، يحرك السعودية كما يحرك الأراجوز عروسة المولد. 
 
نحن في شهر الجهاد الاكبر وشهر الانتصارات في التاريخ الإسلامي، والسعودية أرادته المشهد الأخير قبل إنهاء مسلسل الحرب اليمنية. ليس مستغربا علينا -نحن اليمنيين- أن تكون النهاية الدرامية بهذا الشكل، فهي متوقعة من السعودية، وكل الشواهد تدل على تلك النهاية المشؤومة.
 
البعرة تدل على البعير، والشعب اليمني أدرك مبكرا نهاية الحرب مسبقا، حينما يشاهد ضعف الشرعية وما وصلت إليه من تناحر فيما بينها، إلا أنه تمسك بالقشة التي سوف تقصم ظهره في الشهر الكريم. وما يحز في النفس أنها جاءت على حساب تضحيات الأبطال في معركة الكرامة والفداء، في لعبة غبية أراد لنا أشقاؤنا السير فيها دون علم أو هداية، ونكون الوحيدين من يدفع الثمن.
 
انكشف الغطاء الساتر لعورة من اعتقدنا أنهم مخلصو اليمن من آفة اسمها مليشيا الحوثي، فتلك العصابة اليوم يهرول إليها المنهزمون بعد أن خرجوا بخلاصة مفادها وقوعهم في مأزق الحرب اليمنية. ولو أرادوها انتصارا مزلزلا  لأنهوها في أقل من شهر كما كانوا يتوعدون.
 
ها نحن في شهر التقرب الى الله بكلمة الحق، والسفير السعودي في صنعاء يحط يده بيد الإرهابي عبد عبد الملك الحوثي ومهدي المشاط وأحمد حامد ومحمد علي الحوثي والمؤيد وغيرهم
أبقت على القاتل، والضحية ظل ضحية. والمستفيد هو الحوثي، بينما المجلس الرئاسي ينطبق عليهم القول كمثل الحمار يحمل أسفارا. أهم شيء أن يحافظوا على الامتيازات والفتات التي يتحصلون عليها، وليس مهماً استعادة الشرعية أو تكون للحوثي اليد الطولى في اتفاق إنهاء الحرب.