Image

في حادثة التدافع على صدقات الكبوس.. الحوثي مجرم مع سبق الإصرار

ما حدث في صنعاء جريمة متكاملة الأركان، المتهم الرئيسي فيها عصابة الحوثي التي أفقرت اليمنيين على مدى ثمان سنوات من انقلابها على الدولة، وأصبحت حياة المواطن لا تساوي خمسة آلاف ريال من صدقات الكبوس، تاجر الشاي الذي أراد بماله امتهان الفقراء والمساكين  وهو يوزع عليهم الفتات من ماله بعد أن دعا إليه الفقراء ليقضوا ليلهم بنهارهم حتى يبلغوا ظرفا لا يسد رمق أسرة ليوم واحد.

إنه الفقر الذي جلبه الحوثي إلى كل بيت وأسرة يمنية واستثنى من يتقاسمون خزائن الدولة بنهب إيراداتها.

منظر الناس وهم على بوابة وأسوار مدرسة معين مرعب في حد ذاته لما وصل إليه الحال من فقر مدقع. كان بإمكان الكبوس إيصال صدقته دون إذلال وإهانة من حضر نساء ورجال وأطفال وشيوخ.

السؤال: هل كان الكبوس يشاهد الحشد الكبير من الآلاف وهي تتزاحم على فتات صدقته؟

 وحتى لا يتحمل الكبوس وزر الكارثة  ومصرع وإصابة المئات، يبقى الحوثي المتهم الأول في تلك الجريمة غير الإنسانية بحق أبناء اليمن في مناطق سيطرته، وتشكيل لجنة للتحقيق لا تعفيه من تحمل المسؤولية بصفته متهما.

ولولا عصاباته وإطلاق الرصاص الحي لما حدث الهرج والمرج وتدافع الناس وحصول ماس كهربائي.

السؤال أيضا: من الذي طلب من يعتبرون أنفسهم أجهزة أمنية للتدخل في الازدحام والتسبب بكارثة ماساوية؟

وهل رجال الأمن إن كانوا أمنا فعلا مخولون بإطلاق الرصاص الحي؟!

إلا أن الحقيقة تقول إن مشرفا حوثي طرد مع مرافقيه بسبب بلطجته ليقوم المرافقون بعدها بفتح النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة المحول الكهربائي الذي يتجمع حوله المواطنون بطلقات النار تلك. هي همجية المليشيات أينما تجدهم، قتلة يمارسون إرهابهم بحق الفقراء.

وهنا تشير الدلائل إلى أن مليشيا الحوثي منعت العديد من التجار صرف الزكاة مباشرة إلى الفقراء وأرادت أن تكون وحدها مخولة في الصرف، بحيث يستطيع قياداتها نهب ما يمكن نهبه وأخذ لقمة الخبز من أفواه الفقراء. تلك العصابات لم تكتف بالإتاوات والجبايات التي تفرضها على التجار، ولم تكتف بنهب الإيرادات من جمارك وضرائب.

وقد يقول قائل قد يكون الكبوس ضحية مخطط حوثي في استهدافه  خاصة وأنه تعرض قبل أقل من شهرين للاعتداء من قبل مليشيا الحوثي على جبايات وإتاوات. وهذا قد يفسر إطلاق الرصاص لإحداث فوضى وتحدث الكارثة التي شهدتها صنعاء قبل يوم من حلول عيد الفطر المبارك.

وما يؤكد سعي الحوثي تحميل الكبوس كافة المسؤولية وماقد يتبعها من دفع ديات وعلاجات للمصابين قد تجعله عرضة لإشهار إفلاسه، تصريح منتحل المتحدث ياسم وزارة الداخلية التي قال في تصريحه إن حادثة التدافع في صنعاء كانت نتيجة التوزيع العشوائي لمبالغ مالية من قبل بعض التجار دون التنظيم أو التنسيق مع الجهات الأمنية.

ولهذا عقب ذلك التصريح اختطف الحوثي رجل الأعمال هاشم الكبوس وعددا من أفراد أسرته في صنعاء، ليحمله مسؤولية مجزرة 28 رمضان في صنعاء للتغطية على جريمته. ووجه بعد أن طمست الأدلة بنزع كاميرا المراقبة وتهديد من يوجه الاتهامات للحوثي بالخطف والإخفاء القسري إلى جانب تشكيل لجنة تحقيق هدفها طي الجريمة وتحميل طرف آخر،

وهو ما دفع بعدد من الناشطين والسياسيين لرفض التحقيقات التي تجريها عصابة الحوثي الارهابية في حادثة تدافع صنعاء والتي راح ضحيتها 80 شهيدا و200 مصاب كونها ضالعة فيه حسب قولهم  من خلال توجيهها للمحتاجين للتوجه نحو شركة الكبوس ليتدافع الناس بشكل كبير ومن ثم ارتكبوا جريمتهم لتحقيق عدة مكاسب أولها اعتقال الكبوس والسيطرة على نشاطه.

وكشفوا أن العصابة الحوثية أرادت من الحادثه تحقيق أهم مطالبهم بمنع التجار من دفع الزكاة أو الصدقات لمستحقيها وإجبارهم على تسليمها لهم.  

أي تحقيق في القضية مضيعة للوقت، فكيف يكون من تلطخت يداه بدماء اليمنيين هو من يحقق في جريمة ارتكبتها زبانيته؟!