أي سلام تنشدونه مع الحوثي يا هؤلاء؟!

09:48 2023/04/22

 لا أستغرب أن أجد سياسيين وناشطين يغيرون جلودهم بسرعة البرق لإرضاء المخرج الإقليمي الذي لم يتعلم من التجارب السابقة والخيبات المتكررة، ومازال يقدم التنازلات تلو التنازلات. ومع كل خطوة يعتقدون أنها الخطوة التي يمكن أن تقنع عصابة الحوثي الإرهابية للاتجاه نحو السلام الأخير، يرفع سقف مطالبه. وهكذا دواليك حتى يستعيد توازنه ويرتب صفوفه لخوض معركته الجديدة.

إن تجارب السلام مع عصابة الحوثي الإرهابية كثيرة. وهؤلاء الجدد الممسكون بملف اليمن فرحون بسلام مع الحوثي، متوهمين أن كلمة شرف منه أو ضمان إقليمي سوف تمنعه من الابتزاز المالي والسياسي والتهديد العلني وانتهاك حق الجوار. ونحن ننتظر وننظر إلى زمن سوف يكون قريبا عندما يوغل في إهانتهم ويربط المزغردين للسلام معه كذبيحة العيد تحت نعاله.
 
يعلم الكل أن البلاد تسلم بطريقة ساذجة وسمجة ويسقطون كل شيء، بما فيها الأمن القومي العربي، وينظرون بعيون قاصرة للبعد الأمني والسياسي والفكر العقائدي لهذه الجماعة الضالة والمضلة. ويدرك أصحاب الخبرة والمعرفة أنه لا يمكن للجرذ الحوثي أن يلتزم بهدنة أو سلام، فقط يُعد نفسه لمعركة كبرى لإسقاط بقية المحافظات طالما بيده السلاح.
 
والسلام بالنسبة للحوثي تكتيك ومرحلة تقتضيها المتغيرات الإقليمية وتوازنه المختل وحالة الاحتقان الكبيرة في الداخل اليمني فقط يساعده بتوع السلام ليتعافى ويعيد نصال غدره وكذبه إلى رقاب اليمنيين ودول الجوار.
تسعى عصابة الحوثي الإرهابية للاعتراف بهم. ومن أجل غسيل كل جرائمهم وتبييض إرهابهم المعلن سوف يعلن السلام مع الحوثي وتفتح المطارات ويدخل ما يريد من سلاح وخبراء ويستعد لحرب جديدة تأكل ما تبقى. وستنال الدول الإقليمية غدر الخنجر الفارسي.
 
لا يراودني شك في ذلك، لأننا خبرنا التعامل مع هذه العصابة وأساليب فكرها واستراتيجيتها منذ عام 2003. ويفترض أن يكون أشقاؤنا أكثر فمهماً منا لأن ما نالوا من أكاذيبهم ليس بالهين.
 
كان الأحرى بهم إصلاح الشرعية سياسيا واقتصاديا وعسكريا والاستعانة بأصحاب الخبرة في الملف اليمني، لا أن يساعدوا الحوثي في قطع أوصال المجتمع وسجن النساء وقتل الشباب والأطفال وارتكاب المزيد من الجرائم.
 
وإن كان هذا المقال يعبر عن قناعتي ورأيي الشخصي، وهو أن القائمين على الملف اليمني بإدارتهم السيئة يفتحون الشهية لهذه العصابة المارقة، إن لم يكن السلام معهم واضحا بتجريدهم من السلاح والذهاب لصندوق الانتخابات. وما دون ذلك يعني تسليم البلاد للحوثي ومشروعه الكهنوتي، وهم جماعة مجرمة تعمل على تغيير ديمغرافي في اليمن ومنطقة الجزيرة العربية.
أخيرا، أقول إن الحوثي لم ينتصر أو ينجح ولكن سوء الإدارة أعطته استمرارية البقاء في جرائمه.
وقفة ..
سياسة التجويع والتركيع تسببت بوفاة 100 مواطن في التدافع بصنعاء وألغام الحوثي عايدت أبناء الحديدة في يومهم الأول وقصفت المحلحل وثرة بقذائف الهاون وأصابت قناصتها جندي بالفاخر ولحج ومناطق سكنية ومصلى العيد في مأرب وفي ثاني عيد الفطر المبارك 12 مواطن مابين شهيد وجريح ..
سلمولي على بتوع السلام الذين لم يتعلموا من الدرس خلال عشرين عاماً.