أيوب طارش طفرة فنية لن تتكرر في التاريخ

04:57 2023/05/20

من منا نحن اليمنيين لا يعرف أيوب طارش؟
 
من منا لا يدندن ألحانه ويجدها الملاذ والوجهة التي لا تخطئ للتعبير عما يريد التعبير به؟ 
 
لا ابالغ أن أيوب طارش ذلك الصوت الذي ارتبط بعقولنا منذ الصغر وواكب صوته أبرز وأجمل وأصعب اللحظات في محطات حياتنا.
 
ألحانه وصوته تنفس وعاش بها العشاق وتحمس بها الثوار وعشاق الوطن وحن بها المغترب للديار واستيقظ على وقعها الفلاح والعامل. 
 
أيوب ذلك الطيف المُشبع بعدد لا متناه من الألوان والأذواق وروزنامة يجد فيها ضالة كل الأعمار، فلم يقتصر في مشواره الفني أن يكتفى أن يسلك دربا واحدا واستطاع عمل ما لم يستطع أحد عمله من رفاق دربه والذين تميزوا في جانب من الجوانب وبرعوا فيه، أما أيوب فقد استطاع أن يرضي جميع الألوان في جمهوره. 
 
نعم، استطاع أن يرضي جميع الألوان في جمهوره، لم لا؟
 
فمن كانت له القدرة على تهييج عواطف شعب بأكمله وتسري القشعريرة في جسمه ويقف هيبة واحتراما له فمن الممكن أن يكون قادرا على الجزئيات والأمور العابرة. 
 
لقد ارتبط اسم أيوب طارش بأسمى وأغلى الأمور وأقدسها (الله والوطن والثورة والوحدة والإنسانية) لكن عملاقا وأسطورة مثله لم يكتف بذلك وأصر أن يخط في سطور صفحات تاريخه أجمل واعذب الخطوط، فسبح الله وعظمه في توشيحاته وغنى للوطن ولثورته ووحدته، وزرع الأمل في قلوب العشاق وشحذ الهمم للمزارع والعامل والمعلم وغنى للريف والحضر والشجر والحجر وللسهل والوادي. وعندما رأى الوطن يتجرع ويلات الحروب لبس رداء الإنسانية وجعل منها شعاره (شعارنا إنسانية)، وعندما رأى وطنه ممزق ولم يتبق من وحدته ووطنه الموحد سوى الاسم وتقاعس الكثيرون ممن هم في مجاله أو لم يجرؤ أحد أن يعيد أو يذكر بالوحدة والوطن نهض رغم شيخوته وكبر سنه وأسعدنا بما اعتدنا منه. 
 
صحيح أن أيوب طارش قد شاخ وتراجع جمال صوته الأخاذ نوعا ما، ولكن حبه وتاريخه وإنجازاته الفنية لن تشيخ مع الزمن. ومن الطبيعي أن يكون لأي فنان أو محترف أي مهنة أن يكون له هفوات أو أعمال وتجارب غير موفقة وغير ناجحة أو قد يراها البعض ناجحة والبعض غير ذلك، ولكن وجود أي خطأ أو عمل لا يرضي ذائقتنا ننسف وننسي ما كنا نراه جميلا ونحكم بالفشل بسبب موقف أو عمل واحد.
 
هذا إن وجد في مشوار أيوب طارش والذي هو نجاح فريد ولا يختلف في ذلك اثنان بل ويعتبر أسطورة عصره الذي لن يتكرر.
 
وخلاصة الكلام أنه أثار غضبي أولئك الذين امتلكوا الجرأة بمهاجمة فنان الوطن وصوته، والمصيبة أن غالبيتهم كان ممن تذيل أسماؤهم على منصات التواصل الاجتماعي بحرف (د) ولا أعلم هل ما كتبوه هؤلاء هو بمحض إرادتهم ام رغبة في أن يصبحوا مشاهير بأفعال مثل هذه.
 
وفي كلا الأمرين سيبقون أقزاما وكل خيار أقبح من الآخر وأود أن أوجه لهم رسالة مفادها: إلى بعض الذين سقطوا بالوحل لمحاولتهم أخذ الشهرة بانتقادهم عملاق الأغنية الوطنية واليمنية.. لقد أجرمتم ولطختم أوجهكم بما كتبتوه، ولن تنال قاماتكم المتقزمة عنان هامة أيوب العالية. وكفى.
فسلام على الوطن وصوت الوطن وأنشودته، وسلام على أيوب في الأولين وفي الآخرين.