تعذيب المختطفين في قضية الشهيد المكحل

06:37 2023/06/01

هناك في أقبية سجون جهاز الأمن والمخابرات بمدينة إب، يتم تعذيب المختطفين الذين اختطفتهم مليشيا الحوثي الإرهابية على ذمة قضية الشهيد المكحل، الذي مثلت جنازته خروجا جماهيريا منددا بجرائم الحوثي بداية رمضان الفائت.
 
كنا قد تجنبنا الحديث عن قضية الشهيد المكحل أملاً في أن يكون هناك إفراج عن أولئك المختطفين وخوفاً من أن يكون كلامنا له تأثير عليهم تتخذه المليشيا الحوثية كذريعة أن هناك ارتباطا لأولئك المختطفين مع جهات في المناطق المحررة وتنسيقا معهم، وهو الأمر الذي لم يكن وليس هناك أي دليل حصلت عليه المليشيات ضد أولئك الذين خرجوا من ضمن جماهير غفيرة عبرت عن حقيقة شعور الناس تجاه تلك المليشيات الإجرامية المتغطرسة في إب.
 
ولكن إلى الآن لم تفرج المليشيات عن أولئك المختطفين، بل لازالت متمادية في سجنهم وتعذيبهم، وهذا يفرض علينا ألا نسكت وأن نناصرهم حتى نحصل على ضغط كبير يفرض على المليشيات الإفراج عنهم.
 
في أواخر رمضان الفائت، أفرجت المليشيات عن عدد من الذين اختطفتهم في سجون محافظات  أخرى عبر عفو عام كما تدعي، ولكنها لم تفرج عن هؤلاء المختطفين أبناء إب.
 
أفرجت المليشيات عن المومري والمصباحي وأحمد حجر، ولكنها لم تفرج عن الناشط عيسى العذري ابن إب الذي اختطفته لنفس سبب اختطاف أولئك وفي نفس الوقت.
 
وهذا ما يدل على أن المليشيات الحوثية تعامل أبناء إب بشكل أسوأ مما تعامل به البقية وتحمل حقدا دفينا تجاههم.
 
أساس قضية الشهيد المكحل في الفترة الأخيره هو أنه قام بنشر مقطع فيديو ينتقد فيه أسرة هاشمية في مدينة إب تتعامل بتجبر وغرور وتريد إذلال الناس مستمدة قوتها من الحوثية أبناء عمومتها، فقامت الحوثية بسجنه وتعذيبه في السجن حتى الموت، وهدفهم مما حدث هو إيصال رسالة لأبناء إب مفادها أن من يعترض وينتقد أي هاشمي سيكون مصيره السجن والقتل.
 
أي تريدنا أن نكون نحن أبناء إب نقدس الهاشميين كتقديس الهندوس للبقر، ومن يخالف ذلك سيكون مصيره كمصير الشهيد المكحل.
 
 في عهد الإمامة التي كانت تغتصب إب وتحتلها بمساندة قبائل الهضبة لينهبوها ويمارسوا الإذلال والظلم، كانوا أيضاً يجعلون شخص الهاشمي بمقام المقدس، ويجعلون الناس يقبلون أقدام السيد.
وحوثية اليوم المحتلة لإب تمارس نفس التوجه ولكن بشكل آخر، فمن ينتقد أي هاشمي ولا يتودد له ويثني عليه فمصيره السجن والموت.
 
 يتعرض المختطفون في قضية الشهيد المكحل لتعذيب جسدي ونفسي.
بعضهم في زنازين انفرادية يتبولون في علب بلاستيكية ولا يسمح لهم بالخروج للحمام غير ثلاث مرات فقط في اليوم.
 
تم ابتزاز أهاليهم مادياً من أجل الإفراج عنهم ولم يتم ذلك.
 
أخذوا من أهالي كل مختطف ما يزيد عن خمسة ملايين ريال بإجمالي مبلغ يزيد عن مائة مليون لعدد عشرين مختطفا، مع تهديد المختطفين بألا يتحدثوا عن تعرضهم لأي تعذيب، وتهديد أهاليهم بألا يتحدثوا عن تعرضهم لأي ابتزاز.
 
من يقومون بالتعذيب والابتزاز هم قيادات حوثية تنتمي لصعدة وعمران وصنعاء، كالمدعوا أبو هاشم رئيس جهاز المخابرات والمدعو الحسن عمليات الجهاز، والمدعو أبو علي السراجي قائد ما تسمى مكافحة الإرهاب، وشخصيات أخرى.
 
ولذا ندعو جميع المنظمات والأطر الحقوقية والمجتمع الدولي إلى إدانة ما يفعله الحوثي والضغط عليه للإفراج عن المختطفين أبناء إب.