لا خير في كثيرٍ من مفاوضاتهم وتصريحاتهم وعنترياتهم ..!!

02:29 2023/10/05

لم.يعد يخفى على أحد أن كل ما تجيده الأطراف المتصارعة في اليمن هو الكلام ، ومعروف بأن الكلام لا يغني ولا يسمن من جوع ، ولا جدية منها في أي شيء يعود بالفائدة على الشعب ، مجرد متاجرة ومزايدة بمعاناة الشعب لا أكثر ولا أقل , نريد أفعالًا شبعنا كلام في كلام خلال تسع سنوات ، شبعنا مزايدات وعنتريات باسم الشعب ، وإحنا نأكل كلام في كلام وضحك على الدقون. نريد مبادرات ملموسة نريد مخرجًا لما نحن فيه ، نريد سلام ، نريد حلًا شاملًا وعادلًا ، نريد حتى حرب حقيقية تحسم الأمر وتنقذنا مما نحن فيه. شبعنا مراوغات ومناورات وانسحابات وتكتيكات ، والرحى تطحن فوق رؤوسنا ، وسئمنا من حالة اللاحرب واللاسلم ، الشعب يموت جوع وأحواله من سيء إلى أسوأ ، ومعاناته ومآسيه تتراكم وتتعاظم وتتزايد كل يوم ، وأنتم تناولونا مفاوضات وسفريات وزيارات وطلعات ونزلات وبيانات وتصريحات ، ومبعوث أممي يأتي وآخر يذهب ، ووفد يخرج ووفد يدخل ( وزي ما رحتي زي ما جيتي ) ، مللنا من تكرار نفس الاسطوانة المشروخة ، كل طرف يزايد بإسم الشعب ويتحدث بإسم الشعب ويقول إنه حريص على الشعب ، والنتيجة صفر للشعب ، والشواعه معروفين ومن زمل له زمل كما يقول المثل الشعبي ..!!

كفاية متاجرة بمعاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني ، وكفاية تلاعب بمشاعرهم وآلامهم وأوجاعهم وأحزانهم ، ومسكين المواطن اليمني الذي لا يزال يصدق تجار الحروب أو يظن أن خيرا يمكن أن يأتي منهم ، تسع سنوات كافية لأن نغسل أيدينا منهم ، أو ننتظر خيرا منهم ، فالتجار لا يعملون إلا من أجل تحقيق المزيد من المكاسب والأرباح ، وهذا هو واقعنا وهذه هي الحقيقة التي يجب علينا أن نقتنع بها ونتعايش معها ، حتى الأطفال باتوا يعرفون أن بعض أطراف الصراع ، يعملون فقط من أجل مصالحه ومصالح قياداته ، ويحارب دفاعاً عن سلطاته ومكاسبه ، وإرضاءاً لأسياده في الخارج ، والشعب بالنسبة لهم مجرد شماعه للتضليل والتغرير واستغفال العامة ، واستعطاف المجتمع الدولي ..!!

إذا كان كلامي غير صحيح ، أخبروني عن أي تنازل قدمته الأطراف المتصارعة من أجل الشعب ، أخبروني عن مبادرة قدمها أحد الأطراف من أجل الشعب ، ذكروني بحسنة واحدة تفضل بها أي طرف من أطراف الحرب ، ذكروني يمكن نسيت أو أن ذاكرتي لم تسعفني لتذكرها ، ذكروني بموقف وطني واحد لأي طرف منحاز مع الشعب ومن أجل الوطن ، ذكروني يمكن أنني مخطئ وأتحامل على هذه الحملان البريثة ، حتى الهدن المتتالية التي أعلنوا عنها ، لم تكن من أجل الشعب بل من أجل أنفسهم ومن أجل ترتيب أوراقهم وصفوفهم ، فلم يجني الشعب أي فائدة من تلك الهدن ، بل لقد زاد الوضع سوءاً وتدهوراً ، فلا مرتبات صرفت ولو اليسير منها ، ولا طرق فتحت ولو القليل منها ، ولا المساعدات الإنسانية وزعت ولو جزء منها ، ولا الضرائب والجمارك والجبايات الكثيرة تراجعت بل تضاعفت لتغطية حاجات ونفقات الأطراف التي تزايدت بسبب استعراضاتها ومهرجاناتها الكثيرة ، التي عندما تشاهدها تظن أنك تعيش في وطن مترف ومنعم ومستقر وآمن ، ولا ينقصه شيء سوى اقامة المزيد من المهرجانات والاستعراضات ..!!

بالله ماذا يمكن أن ينتظر الشعب من هكذا عقليات كل همها هو الظهور والاستعراض والشكليات والمزايدات والمبالغات والبهرجة والفشخرة ، ولو على أنقاض شعب جائع لا يجد الكثير من أبنائه ما يسد رمقهم ويخفف أحزانهم وهمومهم ، ولو على حساب شعب غارق في بحور من المعاناة والمآسي؟ 
أين ضمير وإنسانية ووطنية قيادات هذه الأطراف وهي تصرف المليارات على أمور ثانوية وشكلية ، والكثير من أبناء المناطق الواقعة تحت سلطتها لا يجدون قوت يومهم؟  أين الشعور بالمسؤولية؟ أين الإنسانية؟
ألهذه الدرجة أصبحت الشكليات والفرعيات أهم من الأولويات، من جوع ومعاناة الناس؟ أين العدل و الأمانة؟  أين المسؤولية في قاموس وفكر ومنهج هكذا قيادات ؟ أين هم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )؟ أعتقد بأن تلك التصرفات والمواقف ، والتي هي قطرة من.بحر سلبيات الأطراف المتصارعة ، يبعدني عن التحامل غير المبرر عليها ، ويجعلني أكثر قرباً من الواقع والحيادية والموضوعية والانتصار لكلمة الحق ..!!