ذكرى تحرير فلسطين

08:06 2023/11/10

في خضم الأحداث والنكبات الشداد التي يمر بها العرب اجمالًا، والشعب الفلسطيني خاصة وعلى رأسها غزة الجريحة.. 

وفي خضم تداعيات ومآلات الأحداث السياسية وانتكاسات العرب المتوالية، والمد الصهيوأمريكي الذي يتغول في ثنايا الدول العربية والاسلامية، سيحل علينا خلال الأيام القادمة اليوم العالمي لمناصرة الشعب الفلسطيني وبالتالي سيستعد العالم العربي والإسلامي -كعادته- لرص الكلمات الرنانة، والخطب العصماء، واستجلاب مشاعر الحزن و الأسى ورسم الدموع وعبارات الأنين.

سيرص العرب صفوف الكراسي والطاولات،وسينمقون الدعوات وربطات العنق الأنيقة في ندوات خطابية وفعاليات انشائية مكررة ومملة لا تسمن ولا تغني من ألم الفلسطينيين. كل هذا سيقومون به،  في هذا اليوم السنوي والذريعة مناصرة فلسطين ولما يمرون به من عذابات دامت سبعة عقود ونيف، ومازالوا يكتوون بلهيب هذه العذابات حتى اللحظة.

العرب كذلك، لسبعة عقود ونيف وهم مازالوا يجيدون تنميق الكلمات وتظهر ألسنتهم مالا تكنه أعماقهم.
نستطيع أن نقول أن هذا اليوم صار بالنسبة لهم روتينًا سنويًا ليس إلا، سيمر وينتهي ويعودون لحياتهم وتبقى فلسطين لعذاباتها.

حقيقة، هم لا يحتفلون بهذا اليوم  بل أنهم يحتفلون بجرح دامٍ وآلام عميقة يتكبدها أهلنا في فلسطين.

ليس بجديد موقف الدول العربية والإسلامية من القضية الفلسطينية والذي يثبت مدى العجز والشلل التام في التعاطي معها، فلا جديد في المضامين أمام الانين المتواصل للفلسطنيين و موجات التشرد والقتل والدمار ونقص في الأموال والعتاد والغذاء.

فلسطين ليست بحاجة لمناصرة بل للاحتفال بيوم التحرير الفلسطيني..
نريد الاحتفاء بيوم التحرير للأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس وسيكون احتفالًا سنويًا يشهد بأن العرب فعلًا انتصروا لقضيتهم الأساسية، أما احتفالات المناصرة هذه، فقد صارت روتينًا سنويًا باهتًا ومؤلمًا أيضًا، لا يحتاجه الفلسطينيون ولا يقدم لهم إلا مزيدًا من الألم واثبات العجز العربي والخنوع للمد الصهيوأمريكي الذي أضحى غولًا يمتد في الدول العربية وارتباط البعض معه تجاريا وعسكريا واقتصاديا، مما يجعل من الصعب عليهم التحرك بجدية لتحرير فلسطين وبالتالي كما قلت ستبقى فلسطين لعذاباتها إلى أن يقرر العرب فك ارتباطهم بهذا الغول المرعب، فهل هم فاعلون؟