"المرأة في مواجهة آثار التغير المناخي: قوة وتحديات"

01:13 2023/12/07

يعد التغير المناخي من أكبر التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الحاضر. وعلى الرغم من أن الآثار البيئية للتغير المناخي تؤثر على الجميع، إلا أنها تؤثر بشكل خاص على النساء. ففي العديد من البلدان، تعتبر المرأة أكثر عرضة للتأثيرات السلبية للتغير المناخي نظرًا لظروفها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. لذا يجب أن نتجه نحو فهم أفضل لتلك التأثيرات وتعزيز دور المرأة في مواجهة التغير المناخي. وذلك من خلال التطرق إلى تأثيرات التغير المناخي على النساء والمتمثله بالأمن الغذائي والذي يمثل التغير المناخي سببًا رئيسيًا لتدهور الأمن الغذائي، ويؤثر بشكل كبير على النساء اللاتي يلعبن دورًا محوريًا في إطعام أسرهن ، ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه وتدهور الأراضي الزراعية يؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي وزيادة صعوبة الحصول على الغذاء.

كذلك  الماء والصرف الصحي حيث يعاني العديد من الأجزاء في العالم من نقص المياه الناجم عن التغير المناخي. وبما أن المرأة غالبًا ما تكون مسؤولة عن جمع المياه وإدارتها في المجتمعات، فإن تأثير نقص المياه يزيد من مسؤولياتها ويؤثر على وقتها وصحتها.

ايضا الصحة والتي يرتبط التغير المناخي بزيادة حدوث الأمراض والأوبئة، مثل انتشار الأمراض المنقولة عن طريق البعوض وتدهور جودة المياه. ونظرًا لدور المرأة في الرعاية الصحية والعناية بالأسرة، فإنها تتعرض لمخاطر صحية أكبر كل هذه التأثيرات تمثل تأثيرات للتغير المناخي على المرأة .
لذا أرى أن  قوة المرأة  في مواجهة التغير المناخي تتمثل بالإدارة البيئية التي تمتلكها المرأة من المعرفة والخبرة في إدارة الموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي. والتي يجب أن نعزز دورها في صنع القرار والمشاركة في تطوير سياسات بيئية مستدامة.
ايضا ريادة الأعمال من خلال التمكين للمرأة بإن تكون عاملاً هامًافي تعزيز الابتكار والتكنولوجيا الخضراء وتطوير مشاريع ريادية تهدف إلى التكيف مع التغير المناخي والحد منه، التعليم والتوعية يجب أن يكون للمرأة دور فاعل في نشر الوعي بالتغير المناخي وتعزيز الممارسات المستدامة في المجتمعات. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التعليم وتمكين المرأة بالمعرفة والمهارات اللازمة للتكيف مع التغيرات المناخية.

وبكل تأكيد ستكون هنالك تحديات تواجه المرأة في مواجهة التغير المناخي والتي تعتبر بشكلٍ رئيسي معوقات كالفقر وعدم المساواة التي تنتج عنها تأثر النساء في المجتمعات الفقيرة بشكل خاص بالتغير المناخي نظرًا لضعف قدرتهن على التكيف والتعامل مع التحديات البيئية والاقتصادية والتي قد يكون من الصعب على النساء الوصول إلى الموارد الضرورية للتكيف مع التغير المناخي، مثل التكنولوجيا النظيفة والممارسات الزراعية المستدامة والمياه النقية .
كذلك ماتتعرض له النساء في بعض الحالات من عنف واستغلال جراء التغير المناخي، مثل النزاعات على الموارد النادرة والنزوح القسري.
وللتصدي لتحديات التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة، يجب أن نعترف بقوة المرأة ودورها الحيوي في المجتمع. يجب أيضًا أن نعمل على تعزيز مشاركتها وتمكينها وتوفير الفرص المتساوية للتعلم والابتكار والمشاركة في صنع القرار. من خلال ذلك، ستكون المرأة شريكًا فاعلاً في مواجهة آثار التغير المناخي وبناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة للجميع.