عــــاد الـمـــراحــل طــــوال
بعد مرور ما يقارب من تسعة أعوام من الحرب والموت والظلم والحصار والعذاب والخراب والدمار والتهجير والتشريد، وما تخللها من جولات للحوار ومبادرات للسلام أتضح أن عملية الحسم العسكري أصبحت عملية معقدة وشبه مستحيله، وأن عملية الوصول الي حلول سياسية وسلام دائم عبر الطرق السلمية أصبحت أيضآ عملية صعبة وغير ممكنة وأن عملية إنتفاض الشعب ضد الطغاة والقتله والمجرمين والفاسدين والعابثين والمتغطرسين أصبحت عملية غير واردة ..
ومن خلال هذه الحسابات الميدانية والمؤشرات السلبية التى تشير جميعها إلي أنه لا آمل للحلول السياسية أو الحسم العسكري أو الانتفاضة الشعبية يتضح لنا أن مراحل الأزمة مازالت طويلة وطرق الحرب مازالت مفتوحة وحياة العبث والعذاب والشقاء مازالت مستمرة ..
ولهذا يجب علينا أن نقنع أنفسنا بهذا الوضع متردي ومظلم، وأن نتعايش مع المعاناة والأزمات ونقبل بهذه المعيشية الضنكاء وهذا المستوى المتدني من العيش ولا نأمل بانتهاء الحرب أو نجاح الحوار وعودة الحياة الطبيعية قريبآ دام الشعب منبطح وضعيف وقادة أطراف الصراع خونة وعملاء وقادة النخب وتجار الدماء يعيشون حياة الترف والبذخ والغناء ..
إن كل ما يعانيه الشعب اليمني اليوم من فساد ظاهر في البر والبحر هو ثمن ما كسبت أيديه وضريبة تخلية عن النظام والقانون وعن حماية الوطن والدفاع عن نظامه الجمهوري والديمقراطي والتنموي وعقوبة قبوله بحياة العبث والفوضى والتمزق والانقسام وانقياده خلف جماعات إجرامية واحزاب تخريبية تكن له الموت والعذاب والهلاك ويكن لها البقاء والعلو والرخاء.
وصدق الله العظيم القائل: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم.