مجزرة مليشيات الحوثيين في رداع ومزاعم السلام معها !

02:55 2024/03/20

مجزرة مليشيات الحوثيين ، التي ارتكبتها في حي الحفرة في مدينة رداع في محافظة البيضاء ، صباح الثلاثاء التاسع من شهر رمضان المبارك ، بتفجيرها منازل مواطنين مدنيين على رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال والشيوخ، مخلفة عشرات القتلى والجرحى ، ليست الأولى ولن تكن الأخيرة ، فهي تأتي ضمن سلسلة من المجازر ، التي نفذتها ضد اليمنيين منذ عشرين عاما ، عندما أعلنت عن تمردها على الجمهورية والشعب اليمني في عام ٢٠٠٤م ، وحتى اللحظة الراهنة ، وهي تستمرئ القتل بأبشع الأساليب والوسائل ، سيما في صفوف المدنيين ، كهدم وتفجير المنازل فوق رؤوس ساكنيها .

وبعد كل مجزرة ، يخرج قادة مليشيات الحوثيين ووسائل إعلامها بتصريحات أو بيانات سيما  بعد أن تخرج مجازرهم وجرائمهم للعلن ، وتتناولها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، يبررون من خلالها تلكم المجازر ، ويسردون جملة من المغالطات ، التي تظهر استرخاصهم للدم اليمني ، واستسهالهم ارتكاب الجرائم والمجازر بحق اليمنيين ، وبأسلوب بشع وقبيح ، يجسد حقيقة المشروع الدموي النازي الحاقد على اليمنيين ؛ فمجزرة حي الحفرة في رداع ليست سوى خطأ فردي من قبل جندي ، استشاط غضبا لمقتل زميله ، أو ناجم من عمل مدسوس لعميل مندس في صفوفهم ، وفقا لتدوينة نشرها حسين العزي ، المنتحل صفة نائب وزير خارجية مليشيات الحوثيين ، في موقع التدوين المصغر ( x) . والبعض من نشطاء وانصار مليشيات الحوثيين ذهبوا لإنكار المجزرة ووصفوها ، بأنها مفبركة تهدف للنيل من البطولات التي تسطرها مليشيات الحوثيين نصرة لغزة !

لا أسوأ ولا أشنع من ارتكاب الجريمة سوى تبريرها ، والتماس الحجج والذرائع لمن ارتكبها ، وهو ما دأبت عليه مليشيات الحوثيين في استخفاف واضح بدماء اليمنيين ، ناهيك عن المسارعة للإعلان عن تشكيل لجان لتعويض الضحايا وأسرهم ، كما أعلنت عن ذلك في مجزرة رداع، لتؤكد أن كل من تلطخت يده من أفرادها بدماء اليمنيين ، سيظلون بعيدين عن المساءلة والعقاب ، تماما كما تفعل إسرائيل عندما يرتكب جنودها الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين .

فاقت جرائم ومجازر الحوثيين بحق اليمنيين ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ، إذ لم يتم توثيق جريمة للصهاينة من قبيل هدم وتدمير منزل على رؤوس ساكنيه من النساء والأطفال ، وهم يهللون ويكبرون ، مثلما يهلل ويكبر أفراد مليشيات الحوثيين
وما نمى لمسامعنا أن الصهاينة طوال احتلالهم لفلسطين ، فجّروا بيت من يقتل صهيونيا في الضفة الغربية ، وقتلوا جميع أفراد أسرته ، كما فعلت مليشيات الحوثيين في حي الحفرة في مدينة رداع محافظة البيضاء ، والتي فجّرت المنازل على رؤوس ساكنيها ؛ انتقاما لمقتل عنصر منها .

مجزرة حي الحفرة برداع تثبت أن مليشيات الحوثيين ، لا تعرف للسلام طريقا ولا تهتدي له سبيلا ، وان ما يسعى له المجتمع الدولي من إقناع اليمنيين بالسلام معها ، مع استمرار مجازرها وجرائهما ما هو إلا تسليم رقاب اليمنيين لها ، واستسلامهم لمشروعها الدموي التدميري المقوض لحاضر ومستقبل اليمن ، واستقرار وأمن الشعب اليمني ، وجيرانه ، بل المهدد للأمن والسلم الإقليمي والدولي .