البُنى الإقتصادية ليست ملك الحوثيين !!

قبل 4 ساعة و 28 دقيقة

أمريكا لا تستهدف الحوثيين، وإنما تستهدف اليمنيين المدنيين البسطاء.
أمريكا لا تدمر مقرات ومعاقل الحوثيين، وإنما تدمر بقايا البُنى التحتية من منشآت إقتصادية يمنية كالموانئ والمطارات، ومصانع اسمنتي عمران وباجل.

كل شوارع مدن اليمن، أرصفتها، مدارسها، معاهدها،جامعاتها، كلياتها، وكافة مرافقها، مستشفياتها، أغلب البيوت والمنازل والمساكن في اليمن بُنيت من منتجات اسمنتي عمران وباجل.

دول التحالف العربي دمرت ما دمرت، ولم تقضِ على الحوثيين، أو حتى اقتربت من معقل زعيمهم.
اليوم، أمريكا وبريطانيا وإسرائيل يكررون ذات السيناريو تدمير ما تبقى من بُنى اليمن التحتية، وما تبقى من منشآت اقتصادية لطالما حظيت برمزية إيجابية في ذاكرة اليمنيين كمصنعي باجل وعمران ومطارات وموانئ البلد.

لا استنكر كمواطن ووطني وأديب وكاتب في هذا البلد ناضل وضحى وقدم الكثير من أجل أن يرى التغيير والتحديث والتطور يعم بلاده... لا استنكر بل أرفض كل الرفض أن يتم تدمير ما تبقى من معالم ومظاهر الدولة لأنها ليست ملكاً للحوثي وعصابته، وإنما لأنها من إنجازات ومكاسب وممتلكات شعبنا اليمني المنكوب داخلياً وخارجياً.

كل ما يُدمر اليوم هي مشاريع وطنية كبيرة ومن ركائز الاقتصاد الوطني، لم نرثها من دولة ما قبل الجمهورية، ولا هي إنجازات حوثية.. وإنما حصلنا عليها بشق الجهد والنفس كمساعدات وهبات وديون.. فلا يحق لدول التحالف العربي، ولا للهمجية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية استمرار استهدافها.
لماذا يدكّون منشآتنا التي تعبنا في الحصول عليها، وانجازها؟،
ما هي مصلحتهم في تدميرها؟.
لا يأتي أحد ويقول إن الحوثيين يجعلون من تلك المنشآت مقرات عسكرية لهم.

أتصلتُ بعدد من موظفي مصنعي اسمنت عمران وباجل، فأفادوا مؤكدين أنه لا توجد أية مخازن تستعمل كمخابئ لأسلحة الحوثيين، ولم يروا شيئاً من ذلك.
قُتل عشرة مهندسين في مصنع أسمنت باجل، وأكثر من 50 مهدس وخبير تعرضوا لإصابات خطيرة، وتسبب إعاقات دائمة، وعشرات ما زالوا مفقودين.. هذا فقط الضحايا بمصنع اسمنت باجل، إلى جانب تدمير جزء كبير من المنشأة العمرانية، وإتلاف آلات ضخمة بملايين الدولارات.

مصنع أسمنت عمران الذي تأسس في عهد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عام 1982، وتم افتتاح خطه الإنتاجي الأول بقدرة إنتاجية 500 ألف طن سنوياً، وبلغت قدرته الإنتاجية حتى ما قبل أحداث 2011 للاسمنت من النوع البورتلاندي المطابق للمواصفات البريطانية العالمية مليون و 700 ألف طن سنوياً، ويشمل المشروع محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 38 ميجاوات، ويوفر المصنع بطاقته الإنتاجية الجديدة فرص عمل لأكثر من ألف شخص، وطبعا التمويل المالي المصنع بعد تمويلاً ذاتياً. هذا المصنع اليوم تعرض للضرب والتدمير.

مصنع أسمنت باجل أنشأ بمارس 1973 بإنتاج 50 ألف طن سنوياً، وفي عام 1984 بعهد الرئيس الأسبق صالح تم افتتاح الخط الثاني لإنتاج 200 ألف طن سنوياً، وعام 2007 تم افتتاح الخط الثالث لإنتاج 700 ألف طن سنوياً.. 
هل كان هذان المصنعين منجزا حوثيا أو جمهورياً حتى يضربا ويدمرا من قبل القنابل آلتي أطلقتها طائرات أمريكية؟!.

لم يعد ثمة أدنى ريب في أن الضرب والتدمير لا يستهدف عصابة الحوثيين، وزعيمهم، وإنما يطال الشعب اليمني ومنجزاته ومكاسبه وتاريخه.

إجرام وإرهاب داخلي وخارجي. الخارجي يتمثل بما لم يعد خافيا علينا بكل من قام بضرب ودمَّر مؤسساتنا وبُنانا التحتية يستوي ولا يختلف في ذلك التحالف العربي وأمريكا، والداخلي يتمثل بالحوثيين والشرعية الدستورية الوطنية.. الحوثيون في كونهم السبب بعملية الإنقلاب على الدولة والإطاحة بها، والإرهاب والقتل لليمنيين، والشرعية بإهمالها في استعادة الدولة وتحريرها من سيطرة الحوثيين، وفي فسادها الذي لم يقف عند سقف محدد، وانما فساد متصاعد، وفشل ذريع، وفي المجمل المحصلة هي كل هذا الخراب والدمار الذي نراه يعم حياتنا، وأكثر مظاهره خسارة شعبنا لخيرة الكوادر البشرية من المتميزين تأهيلا علمياً، وخبرةً، وكفاءة ينالون حتفهم داخل المصانع، والمطارات والموانئ، ومؤسسات الكهرباء والمياه، وغيرها ممن طالها الضرب والدمار.

الشعب اليمني اليوم مطالب أن يجترح معحزة كبيرة في إنقاذ نفسه دونما انتظار لشرعية، أو عون خارجي ينقذه.. دون هكذا معجزة لن يبقى لهذا الشعب أي باقية.