الحسيب النسيب والتمييز العنصري ..!

05:49 2019/01/09

لم يكن في نسب النبي، صلى الله عليه وسلم، شيء من سفاح الجاهلية، فهو نسب شريف طاهر مطهر من جهة أبيه وأمه.
 
وجاء هذا الحسيب النسيب ليذيب الفوارق بين الناس، وينشر العدل ويدعو للتعايش، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا أبيض على أسود، ولا ذكر على أنثى، إلا بالتقوى والعمل الصالح.
 
وهنا تكمن البطولة والعظمة، حين يدعو ذو الحسب والنسب والقدر الكبير والمقام الرفيع للمساواة، ومحاربة العنصرية.
 
وقد كانت هذه الدعوة سبباً في إعراض كفار قريش عن دخول الإسلام.. إذ كيف يساوى بين السادة والعبيد.
 
ولاشك أن ادعاء الاصطفاء الإلهي والتفضيل السلالي سيصد كثيراً من الناس عن دين الله تعالى.
 
وكان صلى الله عليه وسلم مع عِظم قدره ومكانته أشد الناس تواضعاً، حتى قالوا: مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.
 
و لم يُميز النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بلباس أو بشكل أو بمكان أو بعادات وتقاليد تختلف عن باقي المسلمين، فلا يعرفه الغريب بين أصحابه حتى يسأل عنه.
 
وهو القائل: (إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن).
 
وقال (يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً).
 
ثم يأتي بعد ألف واربعمائة عام من يقول: إن نسبه المتصل إلى النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه سينفعه في الدنيا والآخرة؟
 
ورضي الله عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه القائل: (لعمرك ما الإنسان إلا بدينه، فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب، فقد رفع الإسلام سلمان فارس، وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب).
 
وقال لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، رجل ذات يوم: (يا محمد، يا سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا.. فقال صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس لايستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبدالله، أنا عبدالله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلينها).
 
فكيف يحق لمن هو دون الحبيب المصطفى ادعاء السيادة على الناس؟؟
 
* من صفحة الكاتبة علی (الفيس بوك)