Image

جعالة العيد" في زمن الحوثي.. هل أصبحت من الكماليات؟!

صنعاء - إلى مستوى قياسي ارتفعت أسعار الزبيب اليمني، الذي يعتبر أهم مكونات طبق العيد وما يطلق عليه في صنعاء "جعالة العيد" والتي تضم إلى جوار الزبيب المكسّرات والحلويات والكعك والشوكلاته بمختلف أنواعها، كمائدة عيدية مفضّلة للكبار والصغار، ولا تكتمل فرحة العيد إلّا بوجودها.
 
وفي ظل تدهور الأوضاع المعيشية وتوقف صرف مرتبات موظفي الدولة للعام الثالث على التوالي، خرجت أسعار الزبيب اليمني (تراوحت مابين 6 إلى 10 آلاف للكيلو) عن قدرة المواطنين الشرائية في الغالبية العظمى للمتسوقين خلال العشرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان وحتى عشية عيد الفطر المبارك، لتحل محله أنواع مختلفة من الزبيب المستورد من الهند والصين والذي يبلغ متوسط سعر الكيلو الواحد من هذه الانواع 1000 ريال يمني.
 
ويلاحظ فتحي منصر الخولاني -بائع زبيب في شارع الزبيري بصنعاء- إقبالاً ملحوظاً على شراء الزبيب الهندي والصيني، وفي حديثه لـ"نيوزيمن" يعتقد الخولاني، وهو من مزارعي العنب، أن إقبال المواطنين في أسواق صنعاء على شراء الزبيب الأجنبي هو في الحقيقة اتجاه إجبارى لتوفير احتياجات الأطفال والأصدقاء أثناء تبادل زيارات العيد بين الأهل والأقارب، مشيراً إلى أن جودة ومذاق الزبيب اليمني لا تقارن بهذه الأنواع، لكن ارتفاع سعره جعل من الزبيب الصيني والهندي بديلاً لتغطية العجز في ميزانية الأسرة.
 
من جانبه يرى تاجر الزبيب، أحمد المخرفي، أن ارتفاع سعر مادة الديزل والمشتقات النفطية بشكل عام، انعكس سلبياً على مستوى حجم المنتج الزراعي من العنب، والذي انخفض إلى أدنى مستوى له، "تم زراعة نصف الثّمرة فقط من العنب هذا العام، ومن هذا النصف المزروع تم تجفيف نصفه زبيب"، وهو ما ادّى -حسب تاجر الزبيب المخرفي- إلى انخفاض كمية العنب المجفّف (الزبيب) المعروض في الأسواق، وبالتالي زيادة الطّلب عليه، وارتفاع أسعاره.
 
وحسب تجار زبيب ومزارعي عنب، فإن أجود أنواع الزبيب اليمني هو الزّبيب البياض، والذي يلقبّه بـ"ملك الزبيب"، يليه في المركز الثاني الزبيب الرازقي، والذي يوزّع كهدايا، ثمّ الزبيب الأسود والحاتمي، والذي يعتقد أنه يفيد في علاج ألم المفاصل والدورة الدموية في الجسم.
 
ويقول بائع الزبيب فتحي الخولاني، إن جودة ومذاق الزبيب اليمني تميزه عن غيره من الزبيب المستورد، مشيراً إلى أن العاملين في إنتاج الزبيب اليمني يحافظون على الطرق التقليدية لحفظ وخزن الزبيب "لا تضاف عليه مواد حافظة، كما هو الحال مع معظم الزبيب المستورد".
 
وإلى ذلك يروي مهدي الريمي -بائع مواد غذائية وبهارات- أنهم كانوا يبيعون قبل 2014م كميات الزبيب "جعالة العيد" بالكيلو، قبل تراجع هذه الكمية إلى نصف كيلو، وإلى ربع كيلو هذا العام، مدللا بذلك على تراجع مستوى القدرة الشرائية للمستهلك، وفي حديثه إلى نيوزيمن، يرى الريمي أن مستوى الإقبال على محلّه التجاري منخفض جداً، فيما له علاقة باحتياجات رمضان والعيد بشكل عام، "الإقبال مقتصر على الضروريات فقط والزبيب أصبح من الكماليات"، ويعتقد أن كميات كبيرة من الزبيب اليمني تصدّر إلى الخارج، كواحد من عوامل ارتفاع سعره في السوق المحلي.